نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب «جدعون ليفى» الكاتب الإسرائيلى اليسارى بالصحيفة، ويدور المقال حول رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» والتناقضات التى يتصف بها، فضلا عن المعتقدات والقضايا والرؤى التى يتبناها والتى لا يقبل المناقشة والحوار حولها حتى وإن كان ذلك يأتى ضد مصالح الدولة اليهودية.
يبدأ «ليفى» بالتطرق إلى شخصية نتنياهو وما تتميز به من صفات؛ فيقول إن هناك رجلا مضطربا يجلس بمكتب رئيس الوزراء بالقدس، رجل يتسم بالعصبية الشديدة والقوة ولا يتنازل عن آرائه أبدا، رجل لا يؤمن إلا بالقوة، رجل يقتنع دوما أن ما يؤمن به هو الصواب والحق، فضلا عن ميوله نحو تمجيد الذات والنرجسية والتكبر والتبجح والغرور. فهو إجمالا رجل ملىء بالتناقضات. وذلك هو الانطباع الذى يترسخ عنه ويتركه لدى الآخرين.
جدير بالذكر أنه خلال الأسبوع الماضى قد اجتمع نتنياهو مع أعضاء هيئة تحرير صحيفة «هاآرتس» فى اجتماع مغلق لمدة 4 ساعات، وخلال تلك الساعات تحدث نتنياهو منفردا دون مقاطعة من أحد، والحقيقة أن وصفه بالتحدث به تهوين شديد لما قام به؛ فهو لم يتحدث فقط، بل قام بكل شىء؛ حيث قام بعرض لأشرطة فيديو وقدم عروضا من خلال شرائح وخرائط وجداول والعديد من المهام التى قام بها منفردا طوال الاجتماع. كان ذلك الاجتماع أشبه بالمسرح الذى يتواجد عليه ممثل يؤدى جميع الأدوار ويفعل وحده كل شىء «One Man Show». تارة يتحدث كواعظ دينى، وتارة يتحدث عن الإرهاب وامتداداته، وتارة أخرى يتحدث عن إنجازاته الاقتصادية والتى وصفها «ليفى» بالوصلة المملة، ثم إلى معتقداته الدبلوماسية. وأخيرا ينتقل إلى وصلة أخيرة درامية يتحدث بها عن أخيه الميت ثم ينتهى ليجلس «وحده» بمقعد بعد أن استنفد كل طاقته فى كل ذلك.
يؤمن نتنياهو كثيرا بقوة بلاده ولكن الأخلاق والقيم ليست ضمن منظومته الفكرية. يرى أن بلاده تمثل قوة عالمية فى مجالات الأسلحة، الإنترنت، تكنولوجيا المياه، وفى الوقت ذاته يخشى العديد من التهديدات؛ كإيران وحزب الله أو حتى حرائق الغابات. فى الواقع لا يوجد أية حلول لهذه التناقضات.
يرى «نتنياهو» أنه لا سبيل للسلام مع الفلسطينيين، كما يعتقد أنه يستطيع سحقهم من خلال التحالفات التى يعقدها مع أصدقائه الجدد بالمنطقة (الرؤساء سريعى الزوال بالأنظمة العربية الفاسدة). فضلا عن أن مصير الفلسطينيين لا يعنيه من الأساس ولا يحظى بأى أولوية لديه.
يختتم «ليفى» بأن «نتنياهو» لا تعنيه المستوطنات كثيرا وليست ضمن أولوياته، كما أنه ليس بداعية للحرب، فهو يعد من أكثر رؤساء الوزراء الإسرائيليين مناهضة للحرب، كل ما يعنيه هى القوة (العسكرية ــ الاقتصادية ــ التكنولوجية). واستكمالا للتناقضات فهو يرى بأن السلام لن يحقق أى منافع اقتصادية لإسرائيل، وبالتالى يرى الكاتب أنه لا يزال طفلا ولن يكبر أبدا.
---------------------------------
* نقلا عن نافذة الشروق المصرية، 20-8-2016.
رابط دائم: