أصدرت الحكومة الصينية في 13 يناير 2016 وثيقة رسمية مهمة حملت عنوان "وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية"، وهي وثيقة ظل الدبلوماسيون، والأكاديميون، وخبراء العلاقات العربية - الصينية ينتظرونها منذ زمن طويل، خصوصا بعد أن بدأت الصين في السنوات الأخيرة تصدر وثائق مشابهة تشرح فيها سياساتها واستراتيجيتها تجاه عدد من الكتل السياسية والمناطق، مثل إفريقيا، وأمريكيا اللاتينية، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الوثائق. وأخيرا، أصدرت الصين وثيقتها التي حددت سياستها تجاه الدول العربية، والتي حملت الكثير من المواقف الرئيسية للصين تجاه القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط بوجه عام.
خلال وجودي في الصين، والذي امتد لأكثر من عقدين، عملت خلالهما في مؤسساتها الأكاديمية، تعلمت أن القيادة الصينية عندما تصدر وثيقة رسمية مثل هذه، تختار التوقيت بعناية شديدة، كما تختار الكلمات والتعابير بحذر، بحيث تحمل كل كلمة مضمونا ومعني محددا ينطوي علي رسالة، أو عدة رسائل. ولذلك، فمن الضروري التنبه إلي مغزي التوقيت، ودلالات اللغة في هذه الوثيقة المهمة، وبالطبع إلي جانب المرتكزات الرئيسية لسياسة الصين تجاه العالم العربي التي تعكسها الوثيقة بشكل مباشر أو غير مباشر.