حظيت الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناجورنو كاراباخ، فيما عرف بحرب الأيام الأربعة (2-5 أبريل 2016)، باهتمام أوروبي - أمريكي كبير، نظرا لقرب خطوط إمدادات النفط والغاز الممتدة من العاصمة الآذرية "باكو" علي بحر قزوين إلي السوق الأوروبية، التي تسعي بدورها إلي تقليل الاعتماد علي مصادر الطاقة الواردة من روسيا (تغطي روسيا 35٪ من الاحتياجات الأوروبية من النفط، و 80٪ من الغاز) من خلال زيادة الاعتماد علي مصادر بديلة للطاقة، وفي مقدمتها تلك الواردة من بحر قزوين.
في ضوء ذلك، اتجهت الأنظار إلي دور يمكن أن يلعبه حلف شمال الأطلسي في ضمان إمدادات الطاقة من هذه المنطقة التي تشهد بين الحين والآخر عددا من الأزمات، وذلك لسببين، الأول، أن الحلف يضم 25 دولة أوروبية من بينها 21 دولة عضوا أيضا في الاتحاد الأوروبي، في حين تبقي دول ألبانيا، وكرواتيا، وأيسلندا، والنرويج خارج مظلة الاتحاد.
السبب الآخر: تطور مهام الحلف ومسئولياته في مجال أمن الطاقة ما بعد 2010، وفقا لمفهومه الاستراتيجي الجديد.