ترتبط تركيا والاتحاد الأوروبي بعلاقات يشوبها الالتباس منذ أكثر من نصف قرن، بدءا من اتفاق الشراكة، الموقع في 12 سبتمبر 1963، وصولا إلي تحريك آلية الانضمام إلي أوروبا، في ظل أزمة المهاجرين الضاغطة. ويبدو أن اتفاق اللاجئين الأخير، الذي تم توقيعه في 18 مارس الماضي، ليس سوي امتداد لذلك التوتر، والشد، والجذب في العلاقات بين الطرفين الذي كثيرا ما ميز العلاقات الأوروبية - التركية.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يسعي جاهدا لإنجاح هذا الاتفاق، نظرا لما تمثله أزمة اللاجئين من ضغوط متزايدة علي الداخل الأوروبي، فإن الاتحاد يشدد علي ضرورة أن تلبي تركيا 72 معيارا من معايير الاتحاد، من بينها تخفيف قوانين مكافحة الإرهاب التي يصفها بالفضفاضة، الأمر الذي واجهه أردوغان بقوة، بل واتهم الاتحاد الأوروبي بـ "النفاق"، معتبرا تلك المطالب "غير مقبولة". بل وأعلنت تركيا أن تلك المفاوضات وصلت إلي "طريق مسدود"، وحملت الاتحاد مسئولية إيجاد "صيغة جديدة" لإنقاذ اتفاق اللاجئين، حتي أصبح الوضع الحالي لا يهدد الاتفاق فحسب، بل يهدد العلاقات المستقبلية بين تركيا والاتحاد الأوروبي.