مع بداية هذا العام 2016، كان قد مر قرن كامل علي اتفاق سايكس-بيكو الذي رسم سرا خريطة الشرق الأوسط، عند بدء انهيار الدولة العثمانية، وتحولها إلي الرجل المريض في المنطقة.
ولقد كان سايكس-بيكو اتفاقا بريطانيا - فرنسيا، وإن كان في البداية بريطانيا - فرنسيا - روسيا. لكن الجانب الروسي لم يعد جزءا من الاتفاق بعد اندلاع الثورة الماركسية البلشيفية في عام 1917، وتحول قادة الثورة، وعلي رأسهم لينين، إلي الاهتمام بالشأن الداخلي السوفيتي، وتثبيت هيكل السلطة الجديدة في موسكو. كانت اتفاقية سايكس-بيكو قد ابرمت سرا بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، والدبلوماسي البريطاني مارك سايكس، وذلك في عام .1916 وتم تبادل وثائق التفاهم بين وزارات الخارجية الفرنسية في باريس، والبريطانية في لندن، والروسية في موسكو. غير أنه لم يكشف عن الاتفاقية إلا عندما وصل الشيوعيون إلي سدة الحكم في روسيا عام 1917، والتي تغير اسمها إلي الاتحاد السوفيتي حتي ديسمبر عام .1991 ورغم أن سايكس-بيكو كشف عنها النقاب في 1917، فإن تفاصيل ما تضمنته من مؤامرة علي العرب لم تتضح إلا بعد توقيع اتفاق سان ريمو في عام 1920، أي بعد أربع سنوات من توقيع سايكس-بيكو.
وقد ترجمت مؤامرة سايكس-بيكو علي أرض الواقع بسيطرة، أو استيلاء، بريطانيا وفرنسا علي منطقة الهلال الخصيب، والمشرق العربي، والتي تضم سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، التي منحت لليهود في وعد بلفور عام 1917، أي بعد عام واحد من سايكس-بيكو، وكذلك العراق، ودول الخليج، عدا المملكة العربية السعودية.