من المجلة - ملف العدد

إيران‮ .. ‬والعنف الطائفي في العراق واليمن

العنف-الطائفي---داخلي
طباعة
تثير قضية العلاقة التي تربط إيران وبعض الميليشيات المسلحة في العالم العربي، والتي تقوم غالبيتها علي مرتكز طائفي شيعي، الكثير من الجدل الذي ازداد في الفترة الأخيرة مع تواتر تقارير حقوقية وإعلامية متعددة المصادر، فضلا عن تصريحات رسمية إيرانية حول أنشطة هذه الميليشيات. ويشمل هذا الجدل مسألة عنف هذه الميليشيات، وهل وصل إلي مستوي الأعمال الإرهابية؟، وإلي أي مدي تتحمل إيران مسئولية ذلك؟. ويحظي حاليا الحشد الشعبي في العراق، وجماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن بأهمية خاصة في هذا السياق الذي لا يزال ملتبسا نتيجة عدم وجود تعريف عالمي متفق عليه للإرهاب لأسباب متعددة.
 
فهناك من يري أن الإشكالية الأساسية في عدم وجود تعريف أممي للإرهاب ترجع إلى أن القوي الكبري لم تتفق حول الموقف من حق الشعوب في الكفاح المسلح لمقاومة الاحتلال، وأن لكل دولة تعريفا خاصا بها وفقا لمصالحها.
 
ويذهب بعض الباحثين إلى أن عجز الأمم المتحدة عن وضع تعريف للإرهاب قد يكون مقصودا، لأن بعض الدول لها مصالح في تعويم مفهوم الإرهاب، كي تبرر تدخلاتها في شئون دول أخري تحت عنوان مكافحة الإرهاب(1).
 
ومع ذلك، يوجد قبول عام لمفهوم شديد العمومية للإرهاب، وهو الاستخدام غير المشروع للعنف لتحقيق أهداف سياسية، أو التهديد به بواسطة فرد، أو جماعة، أو دولة بما يؤدي إلى حالة رعب، وتعريض أرواح الناس للخطر. ويذهب البعض في هذا السياق إلى أن جرائم الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب يمكن أن تتحول إلى إرهاب إذا ما توافر في هذه الجرائم " قصد إشاعة جو من الرعب بين عامة الجمهور، أو مجموعة محددة، واستغلال ذلك لتحقيق أهداف سياسية"(2).
 
أولا- جرائم "الحشد الشعبي" في العراق:
 
أثارت هجمات الميليشيات المكونة لـ "الحشد الشعبي"، ولاسيما في منطقة حزام بغداد، اهتمام المنظمات الحقوقية حتي قبل اندماجها في إطار هذا الحشد. فعلي سبيل المثال، ذكرت "هيومان رايتس ووتش" في تقرير صدر بعد يومين فقط من دعوة رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، لتشكيلها في 10 يونيو 2014، واستنادا إلى مقابلات مع سكان البلدات المحيطة ببغداد في المنطقة المعروفة بحزام بغداد، أن تلك الميليشيات (مثل عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله) شنت هجمات عشوائية، ونفذت العديد من عمليات الاختطاف والإعدام الميداني ضد السكان السنة في بلدات بوحريز، ومدائن، والهيتاوي، وغيرها. وحذرت  من خطورة تأسيس "الحشد" بالقول: "إن إنشاء المالكي لجيش احتياط، ودمج الميليشيات الشيعية في قوات الأمن يخاطران بتصعيد الانتهاكات"(3).
 
وجددت هذه المنظمة، علي لسان جو ستورك، نائب مديرها التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدعوة لإنهاء جرائم هذه الميليشيات في أغسطس من العام نفسه، وطالبت الحكومة بكبح جماحها، والدعوة إلى وقف قتل الناس لا لشيء سوي انتمائهم الطائفي(4).
 
وكانت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، أيضا ممن حذروا مبكرا من هذه الجرائم، قائلة "ما لم تقم الحكومة العراقية الجديدة بلجم هذه الميليشيات التي تتمتع بقوة نافذة، فإن هذه الحلقة الجهنمية للعنف الطائفي من المرجح أن تزداد سوءا"(5).
 
وفي 14 أكتوبر 2014، قدمت "العفو الدولية" حصادها لجرائم الميليشيات الشيعية في تقريرها "إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق، والذي وصفته بأنه يضم "تفاصيل مروعة للهجمات الطائفية التي تشنها الميليشيات الشيعية في بغداد، وسامراء، وكركوك"، تستهدف بوحشية المدنيين علي أساس طائفي تحت مسمي مكافحة الإرهاب(6).
 
ودفع استمرار الجرائم المنظمات الحقوقية لتجاوز مناشدة الحكومة العراقية، فطالبت "هيومان رايتس ووتش" في نوفمبر 2014 "الحكومات الأجنبية بأن تتوقف عن تزويد العراق بالدعم والمساعدات العسكرية، حتي تضمن الحكومة إنهاء جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية واسعة النطاق هذه، بما في ذلك ضمان محاسبة المسئولين عنها"(7).
 
وعلي ذلك، استمرت هذه الممارسات، ومنها ما حدث في قرية بروانة بمحافظة الأنبار، حيث قبضت الميليشيات الشيعية علي سكانها الذكور من منازلهم في يناير 2015، "وقد عثر علي جثثهم ملقاة علي قارعة الطرق حول القرية، وهم مقيدو الأيدي، ومعصوبو الأعين، الأمر الذي يشي بأنهم ذهبوا ضحايا لعمليات إعدام ميداني تصل إلى حد جرائم الحرب"(8). في السياق ذاته، فالاعتقالات الجماعية، وجرائم القتل والتعذيب، التي تعرض لها كثير من الأسر السنية في بلدة "طوز خورماتو"، دفعت العديد منها إلى مغادرتها. فوفقا لزعيم عشائري، فإن "نحو 3000 أسرة عربية غادرت البلدة، ولم يبق فيها إلا نحو 80 أسرة"(9).
 
من جهة أخري، حمَّل مركز جنيف، في تقريره الصادر في يناير 2016، كلا من هادي العامري، قائد ميليشيا بدر، والقائد الفعلي للعمليات العسكرية، وعمليات ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة ديالي، وقيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب الحق، وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وعددا آخر من قادة الحشد، ومسئولين حكوميين، مسئولية ما تعرض له السكان في محافظة ديالي من التهجير الطائفي، والقتل، ونهب الممتلكات، وتدمير لمساجدهم، مشيرا إلى أن ذلك "جريمة ضد الإنسانية، ومن الأفعال المحظورة والمحددة في نظام المحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 (نظام روما)(10).
 
وعلي إثر ما ارتكبته ميليشيات "الحشد" من جرائم، حث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، في بيانه الصادر في 19 يناير 2016، الحكومة العراقية علي اتباع جميع الوسائل لتأمين العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم الأصلية، "وهي مهمة تحتل أولوية قصوي علي خلفية أحداث العنف والقتل .. والتي غالبا ما اكتسبت طابعا طائفيا، خاصة في ديالي وبغداد"(11).
 
وأجملت "هيومان رايتس" في تقريرها عن حقوق الإنسان في العالم لعام 2015 ما ارتكبته ميليشيات "الحشد الشعبي" من جرائم طائفية منذ تأسيسها، قائلة "نفذت الميليشيات الموالية للحكومة اغتيالات، وتدمير الممتلكات، والإخفاء القسري منذ يونيو 2014". وارتكبت ميليشيات شيعية، مثل "فيلق بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب الإمام علي"، انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، لا سيما هدم المنازل، والمحال التجارية في المناطق السنية التي استعادت السيطرة عليها(12).
 
ثانيا- جرائم ميليشيا الحوثي في اليمن:
 
مع فرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من إقامته الجبرية بالعاصمة صنعاء في فبراير 2015، وشعور الحوثيين بأن العاصمة والسلطة قد دانتا لهم، توالت التقارير من المنظمات الحقوقية تتحدث عما ارتكبوه من جرائم وانتهاكات طوال أكثر من عام.
 
تعذيب المتظاهرين الرافضين لاستيلاء ميليشيات الحوثي علي السلطة كان محور تقرير لمنظمة العفو الدولية في فبراير 2015، كاشفة عن واقع مؤلم، فتذكر دوناتيلا روفييرا، كبيرة المستشارين لشئون مواجهة الأزمات بالمنظمة، الموجودة في اليمن آنذاك، أن "الحوثيين قد اتخذوا منحي جديدا وخطيرا من الترهيب والعنف لبث الخوف في أواصر أي شخص يحتج علي حكمهم"(13).
 
ويبدو أن تعهدات عبد الملك الحوثي بشأن عدم تجنيد الأطفال ما دون 18 عاما، وإعادة دمجهم في الحياة المدنية، والتي قدمها للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، خلال لقائهما في صعدة في 30 نوفمبر 2012(14)، تبخرت، ولم يعد لها وجود، فقد طالب مجلس الأمن الحوثيين في قراره رقم 2216 في أبريل 2015 بـ "إنهاء تجنيد الأطفال، واستخدامهم، وتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوفهم"(15).
 
كما كشفت "هيومان رايتس" في تقرير لها، بتاريخ 12 مايو 2015، عن أن الجماعة منذ استيلائها علي صنعاء، في سبتمبر 2014، كثفت من عملياتها لتجنيد الأطفال، وتدريبهم، ونشرهم، ومنهم أطفال دون 15 عاما، وهو ما يعرضهم للملاحقة بتهم ارتكاب جرائم حرب بموجب القانون الدولي، بما فيه نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.
 
وكانت مدينة تعز شاهدة علي جرائم حرب ارتكبها الحوثيون بحق سكانها، وفقا لتأكيدات جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط بـ "هيومان رايتس"، الصادرة في 20 أكتوبر 2015، حيث قال: "القوات الموالية للحوثي تقصف تعز دون مراعاة لأمن مدنييها .. علي قادة الحوثيين أن يدركوا أنهم قد يواجهون يوما محاكمات علي جرائم حرب بسبب إصدارهم أوامر بشن هجمات صاروخية وبالهاون بشكل عشوائي علي أحياء مدنية، أو المشاركة بهذه الهجمات"(16).
 
لكن الواضح أن القصف المدفعي والصاروخي لم يكن أداة الحوثيين الوحيدة لارتكاب جرائمهم بحق المدنيين، حيث يذكر ستيف جوس، مدير قسم الأسلحة في "هيومان رايتس"، بتقريرها الصادر في نوفمبر 2015، أن "الحوثيين يقتلون المدنيين، ويتسببون بتشويههم بالألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي أسلحة عشوائية يجب عدم استخدامها تحت أي ظرف، وعلي قوات الحوثيين التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة المروعة، واحترام التزامات اليمن بموجب معاهدة حظر الألغام"، وهو ما دفع المنظمة لمطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب(17).
 
ثالثا- الدعم الإيراني لـ "لحشد الشعبي":
 
أ- الدعم السياسي:
 
لم تثن إدانات المنظمات الحقوقية المتتالية لميليشيات الحشد الشعبي بارتكاب جرائم طائفية ضد السنة، يعاقب عليها القانون الدولي، علي خامنئي، المرشد الأعلي للثورة الإيرانية، عن مساندة "الحشد"، بالرغم من دعوة "هيومان رايتس" الصريحة لإيران بالتوقف عن تقديم الدعم العسكري لبغداد، حتي يتم وقف جرائم هذه الميليشيات. وأعرب خامنئي في 13 مايو 2015، لدي استقباله الرئيس العراقي فؤاد معصوم، عن إشادته "بمبادرة الحكومة العراقية في الإتيان بالشعب إلى الساحة، والاستفادة من قوات الحشد الشعبي إلى جانب الجيش"(18). وبعد نحو شهر، صرح -خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي- بـ "أن الطاقة الكبيرة التي تمتلكها قوات الحشد الشعبي ستكون فاعلة ومؤثرة للغاية في مستقبل وتقدم وتطور العراق في مختلف المجالات"(19).
 
وقد سبقت تصريحات خامنئي تصريحات من مختلف المسئولين الإيرانيين التي تشيد بهذه الميليشيات، فقد أثني أمين المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في 15 ديسمبر 2014، علي التوجه الصائب للحكومة العراقية في الاتكاء علي الحشد الشعبي في إقرار الأمن، "واستخدام الطاقات العظيمة للقوات"(20). ثم هنأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم، خلال لقائهما في مايو 2015، بـ "إنجازات الجيش وقوات الحشد الشعبي في العراق في مواجهة الجماعات الإرهابية"(21). وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، في العشرين من الشهر ذاته، ما وصفتها بـ "القوة والجهوزية العالية للجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي"(22).
 
أما نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسن سلامي، فأشار، في نوفمبر 2015، إلى أنه "قبل عدة أعوام، لم تكن قوة مقتدرة في العراق تقف أمام التكفيريين والسياسات الأمريكية. واليوم، هناك قوات شعبية في هذا البلد أقوي من القوات العسكرية تكافح التكفيريين والسياسات الغربية"(23).
 
ب- الدعم العسكري:
 
أفصح مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، علي استحياء، في 20 أغسطس 2014، عن طبيعة دور بلاده في تشكيل الحشد الشعبي، مؤكدا أن إيران قد سارعت إلى تقديم المشورة للحكومة وللقوات المسلحة العراقية "وفق إطار فتوي المرجعية الدينية التي دعت إلى التحشيد الشعبي لمحاربة الجماعات الإرهابية"(24).
 
وخرجت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، بعد تصريحات نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، في 25 نوفمبر 2014، والتي أوضح فيها استفادة حكومته من تجربة التعبئة الشعبية (الباسيج) في إيران في تشكيل الحشد الشعبي(25)، لتكشف في تقرير لها عن الدور الذي لعبه الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في تأسيس الحشد الشعبي، وقيادة أولي عملياته في يونيو 2014(26). وقد ضمت فصائل الحشد الشعبي عصائب أهل الحق، وكتائب بدر، وكتائب حزب الله العراق، إضافة إلى كتائب سيد الشهداء، وكتائب الإمام علي، وتيار الرسالة .. والحاجة كانت فقط لمن يلملم هذه الكتائب، وينظم أدوارها، إن المطلوب إدارة للمعركة".
 
وقد انتهي دور سليماني في قيادة ودعم "الحشد الشعبي" في 22 مارس  2015، لكن دوره في تقديم المشورة إلى القوات العراقية، بحسبانه خبيرا في شئون الإرهاب وحرب العصابات، لم ينته بعد(27). وفي 28 ديسمبر 2014، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل العميد حميد تقوي، أحد قادة مقر "رمضان" للحرس الثوري، في أثناء أدائه مهامه مستشارا عسكريا للجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي في محاربة "داعش" بمدينة سامراء(28).
 
من جانبها، أكدت "هيومان رايتس ووتش" في تقريرها عن حالة حقوق الإنسان في العالم خلال عام 2015، والصادر في 27 يناير 2016، أن ميليشيات الحشد المتورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان استخدمت أسلحة أمريكية وإيرانية في عملياتها، وأن حزب الله اللبناني، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أرسل كلا منهما بعض قواته للقتال في العراق(29). في حين كشف مركز جنيف للعدالة عن أحد أسباب الدعم الإيراني للحشد الشعبي في تقريره بشأن عمليات التهجير الطائفي ضد السنة في محافظة ديالي بتاريخ 18 يناير 2016. فقد اجتمع قيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب أهل الحق، وجهاء بعض العشائر الكبيرة بالمحافظة، مطلع عام 2015، وحدثهم عن أنه يريد مساعدتهم في تنفيذ "أوامر السيد خامنئي بجعل محافظة ديالي شيعية بحتة لتامين حدود إيران من جهة المحافظة، مرورا بسامراء إلى الرمادي، وربط هذه الخريطة مع سوريا لفتح ممرات آمنة لإيران في المنطقة"(30).
 
ج- الدعم الإغاثي:
 
ويعد الدعم الإغاثي عبر المساعدات الطبية واحدة من صور الدعم الإيراني للحشد الشعبي، حيث أعلن رئيس مجلس محافظة ميسان العراقية، منذر الشواي، خلال لقائه القنصل الإيراني في يونيو 2015، أن تسعة أطباء إيرانيين تطوعوا للعمل المجاني في محافظة ميسان لمعالجة المواطنين، لاسيما جرحي وأسر قتلي الحشد الشعبي(31).
 
وقد تطور الدعم الطبي ليشمل العلاج داخل إيران، فقد أكد رئيس مجلس محافظة ذي قار (جنوب العراق) حميد نعيم الغزي، في بيان صحفي، عقب لقائه القنصل الإيراني في البصرة، حميد رضا آبادي، في 30 سبتمبر 2015، أنه تم "الاتفاق علي ضرورة تهيئة المستشفيات، وأطباء متخصصين في المستشفيات الإيرانية لنقل جرحي الحشد الشعبي من المحافظة لتلقي العلاج"، مبينا أن "الجانب الإيراني تعهد بإرسال فريق طبي متخصص في مجال الجراحة والكسور إلى المحافظة لمعالجة جرحي الحشد الشعبي، وذوي الاحتياجات الخاصة". ومن جهته، أبدي القنصل الإيراني حميد رضا آبادي، إستعداد بلاده لمعالجة جرحي الحشد الشعبي(32).
 
د- الدعم الاعلامي:
 
لم تتوان الدولة الإيرانية عن تقديم الدعم الإعلامي للحشد الشعبي، عبر وكالة أنبائها الرسمية، المعروفة اختصارا بـ "إرنا"، فقد أعدت الوكالة في 28 نوفمبر 2015 تقريرا(33)، قالت فيه "إن قوات الحشد الشعبي تعد بحد ذاتها إنجازا عراقيا بامتياز"، وتجاهلت كل إدانات المنظمات الحقوقية الدولية للحشد بارتكاب جرائم طائفية ضد السنة، لتؤكد أن من الثمرات الاجتماعية لتأسيس الحشد "أن العراق اليوم تخطي كل محاولات الفتنة والتقسيم، لا سيما بين الأطراف السياسية والمذهبية المختلفة". كما حرصت الوكالة علي وصف الميليشيات بهذه الصفة "أبطال الحشد الشعبي" في ثنايا أخبارها وتقاريرها(34).
 
رابعا- الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي:
 
1- الدعم السياسي:
 
بعد مرور أقل من شهر علي سيطرة ميليشيات الحوثيين "أنصار الله" علي العاصمة اليمنية صنعاء، أوضح الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية الإيراني، علي أكبر ولايتي، في الثامن عشر من أكتوبر 2014، في ملتقي حضره علماء الزيدية في اليمن بالعاصمة طهران، أن بلاده "تدعم النضال العادل لأنصار الله في اليمن"، معربا "عن أمله في أن تقوم حركة أنصار الله في اليمن بالدور نفسه الذي يقوم به حزب الله في لبنان"(35).
 
وبينما كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رهن الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، عقب تقديمه لاستقالته في يناير 2015، إذ بمساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، يصرح في 11 فبراير من العام نفسه بـ "أن حركة أنصار الله تخطو خطوات في تحقيق المسيرة السياسية، ومكافحة الفساد والإرهاب"(36). ثم صرح مجددا، بعد يوم واحد من فرار هادي إلي عدن في 22 فبراير 2015، بأن "حركة أنصار الله في اليمن تتحرك في ثلاث جبهات، هي مكافحة الفساد، ومحاربة الإرهاب، واستكمال العملية السياسية، وهي خطوات مهمة في طريق السلام والاستقرار، وفي التعاطي مع الأطراف اليمنية ودول المنطقة"(37).
 
ولم تتراجع إيران عن مساندة الحوثيين بعد انطلاق عاصفة الحزم، فأكدت، علي لسان رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي في 6 أبريل 2015، أنها "ستواصل مساعيها بالتعاون مع الدول الصديقة لوقف العدوان علي اليمن"، مشيرا إلى "أن كل الاحتمالات مطروحة في حال استمرار الحرب"(38). ثم ظهر لاريجاني في 22 أبريل 2015، بعد يوم واحد من إعلان انتهاء عاصفة الحزم، ليشن هجوما حادا علي السعودية، ويتحدث عن تمكن الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح من السيطرة علي عدد من المحافظات اليمنية(39).
 
كما وجه المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي بدوره رسالة دعم للحوثيين في 13 مايو 2015، قائلا: "إن النظام السعودي ارتكب خطأ كبيرا في عدوانه علي اليمن"(40). كما أثار قرار مجلس الأمن رقم 2216 حفيظة إيران، فعدّه مستشار رئيس البرلمان للشئون الدولية، حسين شيخ الإسلام، في يونيو 2015، "انقلابا دبلوماسيا ضد اليمن، ومخالفا للحق ونهج مجلس الأمن"(41).
 
وصدرت ثلاثة تصريحات متتالية متضاربة عن القيادة الإيرانية بشأن مجريات الأحداث في اليمن، أثارت التساؤلات حول أسبابها، بدأها نائب رئيس الحرس الثوري، العميد حسين سلامي، في 16 أبريل 2015، في أثناء عملية عاصفة الحزم بقوله: "إن الحوثيين، قبل الهجوم علي اليمن، كانوا يسيطرون علي خمسين بالمئة من الأرض، واليوم يسيطرون علي تسعين بالمئة من مناطق اليمن"(42). ثم يدلي في 7 يونيو 2015 بتصريح مغاير بأن "حركة أنصار الله كانت في بداية الحرب منتشرة علي مساحة 30 بالمئة من أرض اليمن، إلا أن مختلف القبائل قد تحالفت معها الآن، بحيث أصبحت تسيطر علي 80 بالمئة من أرض اليمن"(43).
 
هذا التضارب في الأرقام لدي العميد سلامي بشأن حجم ما كسبه الحوثيون من أراض تجاوزه ليمتد إلي آية الله أحمد خاتمي، عضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة، الذي أعلن، بعد خمسة أيام فقط من تصريح سلامي الأخير، أن "حركة أنصار الله كانت تسيطر علي 45 بالمئة فقط من الأراضي اليمنية قبيل الهجوم السعودي، لكنها أصبحت الآن تسيطر علي 85 بالمئة من مساحة اليمن"(44). هذا التضارب في الأرقام لدي المسئول نفسه، وهو العميد سلامي من جهة، وبينه وبين خاتمي من جهة أخري، يثير التساؤل حول ما إذا كان ذلك مقصودا لإرباك "التحالف العربي"، أم نتيجة ارتباك وتخبط.
 
بدوره، عدَّ اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري في سبتمبر 2015، أنصار الله حركة وتيارا شعبيا واكبه الكثير من أبناء الشعب اليمني(45). في حين رأي نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، في نوفمبر من العام نفسه، أنه "ببركة الثورة الإسلامية (الإيرانية)، وبثها روح الجهاد، يواصل أنصار الله الحرب في اليمن"(46).
 
2- الدعم العسكري:
 
كشف تقرير سري لخبراء في الأمم المتحدة، رُفع إلي مجلس الأمن الدولي في مايو 2015، عن أن إيران تقدم أسلحة إلي الحوثيين في اليمن منذ عام 2009 علي الأقل، وأن حادثة السفينة الإيرانية جيهان 1، والتي ضبطتها الحكومة اليمنية في يناير 2013، وهي محملة بالأسلحة والمتفجرات في طريقها لجماعة الحوثي، لا تمثل إلا ما نجحت الحكومة في ضبطه(47).
 
وقد توفر للحوثيين مخزون لوجيستي كبير، بعد نجاحهم في هزيمة الجيش اليمني، والسيطرة علي معداته، ومخازن أسلحته في مواقع عدة، ويبدو أن سيطرتهم علي العاصمة صنعاء، ومطارها، والعديد من الموانئ علي البحر الأحمر أتاحت للإيرانيين أن يقدموا لهم المزيد من الدعم العسكري.
 
لكن مع تبني مجلس الأمن القرار رقم 2216، في 14 أبريل 2015، والذي من بين بنوده فرض حظر علي توريد الأسلحة للحوثيين(48)، وتصريح الرئيس الأمريكي بارك أوباما في 22 من الشهر ذاته بأن بلاده حذرت إيران من تزويد الحوثيين بالأسلحة(49)، وفرض التحالف العربي حصارا بحريا علي اليمن، ومنع هبوط الطائرات في مطار صنعاء إلا بموافقته، انعدمت بشكل شبه تام قدرات طهران علي تهريب الأسلحة للحوثيين، في وقت باتوا يعانون فيه نقص قدراتهم التسليحية، جراء تواصل المعارك مع قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية. ولعل سفينة الصيد الإيرانية التي ضبطتها قوات التحالف العربي في سبتمبر 2015، وهي محملة بالأسلحة والمتفجرات في طريقها إلي اليمن(50)، كانت جزءا من محاولة إيران حل هذه الأزمة اللوجيستية لحلفائها.
 
الجانب الآخر لتراجع الدعم العسكري الإيراني للحوثيين، هو عدم رغبة طهران في المغامرة والقيام بذلك، لاسيما بعد قرار مجلس الأمن السابق، والواقع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك حرصا علي عدم تأكيد الاتهامات العربية لها بأنها جزء من المشكلة اليمنية، وأن الحوثيين يخوضون حربا بالوكالة نيابة عنها للاستيلاء علي السلطة، ضمن مخطط تكوين الهلال الإيراني علي حساب الدول العربية.
 
3- الدعم الإغاثي:
 
أعربت إيران مع انطلاق عملية عاصفة الحزم عن استعدادها لتقديم مساعدات طبية لجرحي الحوثيين، واتهم محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، في رسالة وجهها إلي زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي، في 28 مارس 2015، من وصفهم بالأعداء بمحاولة منع بلاده من التقدم بمبادرة لـ "معالجة جرحي  المسلمين، وهم يشعرون بالهلع حتي من أسرة مستشفيات إيران"(51).
 
ويبدو أن إيران نجحت بالفعل في نقل عدد من جرحي الحوثيين للعلاج علي أراضيها، فقد صرح قائد لجنة البحث عن المفقودين التابعة للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد محمد باقر زادة، في 21 يناير 2016، بأن أربعة من الجرحي اليمنيين دفنوا في مدينة أمل بمحافظة مازندران بشمالي إيران، بعدما تمت موافقة مرشد الثورة علي خامنئي، حيث فشلت محاولات نقلهم لليمن بسبب الغارات الجوية علي مطار صنعاء، وكان الجرحي وصلوا إلي إيران في مارس لتلقي العلاج(52).
 
كما تحدث محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي، في ديسمبر 2015، عن المحاولات التي تبذلها الحكومة الإيرانية لتوصيل المساعدات إلي المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، رغم المتاعب التي تلاقيها جراء إجراءات التفتيش المعقدة التي تفرضها الأمم المتحدة علي السفن(53).
 
4- الدعم الإعلامي:
 
عقب سيطرة الحوثيين علي العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية تقريرا في 24 سبتمبر، نقلا عن موقع "كيهان"، بعنوان "اليمن السعيد وإحياء مجده المندثر"، ذكرت فيه "أن الشعب اليمني القوي الذي يتمتع بوعي سياسي، وخبرة في قبر المؤامرات، وقف هذه المرة وقفة رجل واحد خلف قيادة زعيم حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي .. وأن إصراره علي توقيع اتفاق "السلم والشراكة" مع رئيس الجمهورية منصور هادي، وكافة القوي الشعبية، هو لتثبيت الشراكة، وتأكيد أن اليمن سيدشن مرحلة جديدة من تاريخه السياسي"(54).
 
ومع انطلاق عاصفة الحزم، تبنت "إرنا" في أخبارها وتقاريرها وصف عمليات التحالف بالعدوان، ثم اللجوء لنشر تقارير صادرة من هيئة تحريرها، تهاجم الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودول التحالف العربي، وتشبيه عمليات "عاصفة الحزم" بالهجمات الإسرائيلية علي المدنيين اللبنانيين في مجزرتي قانا الأولي والثانية، تحت مسمي "توسيع دائرة العمل الإعلامي"، ومنها تقرير منشور في 29 يوليو 2015 بعنوان "بين قانا جنوب لبنان والمخا جنوب اليمن .. العدو واحد ولو اختلفت الأوجه!"(55)، وآخر صادر في 22 أغسطس 2015 بعنوان "اليمن .. المواجهة المفتوحة بين إرادة الشعب والاحتكام للعدوان الخارج!"(56).
 
وهكذا، فوفقا لما وثقته بعض المنظمات الحقوقية الدولية المستقلة، ومؤسسات أممية بشأن جرائم "الحشد الشعبي"، وجماعة الحوثي، والتي عدتها انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وصنف بعضها كجرائم حرب تقوم علي الطائفية، يصبح من الممكن حسبان بعضها علي الأقل أعمالا إرهابية، ولكن المجتمع الدولي يغض البصر عنها، أو عن جانبها الإرهابي، لأسباب سياسية تتعلق بالمصالح الغربية المستجدة مع إيران، التي تتوافر دلائل كافية علي أنها ترعي تلك الجرائم.
 
الهوامش :
 
1- ميسرة بكور، مدير مركز الجمهورية للدرسات وحقوق الإنسان، مقابلة خاصة مع الباحث عبر الهاتف بتاريخ 18 يناير .2016
 
2- لونيسي علي، آليات مكافحة الإرهاب الدولي بين فاعلية القانون الدولي وواقع الممارسات الدولية الانفرادية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة مولود معمري، الجزائر، يوليو 2012، ص.63
 
3- هيومان رايتس ووتش، العراق: زحف "داعش" يهدد المدنيين، 12 يونيو، 2014:
 
https://www.hrw.org/ar/news/254075/12/06/2014
 
4- هيومان رايتس، العراق: مناطق الموت علي يد الميليشيات الموالية للحكومة، 4 أغسطس 2014:
 
https://www.hrw.org/ar/news/254752/04/08/2014
 
5- منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، الهجمات وعمليات القتل الانتقامية في سامراء بالعراق، 12 سبتمبر 2014:
 
https://www.amnesty.org/ar/latest/news/09/2014/revenge-attacks-and-killings-sprees-in-samarra-iraq/
 
6- العفو الدولية، أدلة تثبت ارتكاب جرائم حرب علي أيدي الميليشيات الشيعية التي تدعمها الحكومة، 14 أكتوبر 2014:
 
https://www.amnesty.org/ar/latest/news/10/2014/iraq-evidence-war-crimes-government-backed-shi-militias/
 
ولمزيد من التفاصيل عن هذه الجرائم، انظر: منظمة العفو الدولية، إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق، وثيقة منشورة برقم MDE 2014/015/14، 14 أكتوبر 2104:
 
https://www.amnesty.org/ar/documents/mde2014/015/14/ar/
 
7- هيومان رايتس، العراق: ناجون يصفون مذبحة بأحد المساجد، 2 نوفمبر 2014:
 
https://www.hrw.org/ar/news/264239/02/11/2014
 
8- العفو الدولية، تصاعد العنف الطائفي المميت بعد مرور عام علي الهجوم الشرس لتنظيم "الدولة الإسلامية" علي العراق، تقرير منشور، بتاريخ 10 يوليو 2015:
 
https://www.amnesty.org/ar/latest/news/06/2015/a-deadly-spiral-of-sectarian-violence-a-year-on-from-is-onslaught-on-iraq/
 
9- هيومان رايتس، قتال طائفي في العراق يعرض مدنيين للخطر: اشتباك الأكراد والتركمان والعرب في طوز خورماتو الشمالية، 13 يناير 2016:
 
https://www.hrw.org/ar/news/285295/13/01/2016
 
10- جنيف للعدالة، جرائم التطهير العرقي والطائفي في ديالي، 18 يناير 2016:
 
http://www.gicj.org/index.phpoption=com_content&task=view&id=450&Itemid=176&mylang=arabic&redir=1
 
11- الأمم المتحدة، أعداد الضحايا المدنيين في العراق تصل إلي مستويات مذهلة، تقرير منشور، 19 يناير 2016:
 
http://www.uniraq.org/index.phpoption=com_k2&view=item&id=5099:2016-01-19-10-11-07&Itemid=556&lang=ar
 
12- هيومان رايتس، العراق: أحداث عام 2015، التقرير العالمي، 2016:
 
https://www.hrw.org/ar/world-report/2016/country-chapters/285704
 
13- العفو الدولية، اليمن: بواعث قلق من استهداف الحوثيين للمحتجين السلميين "بأساليب تعذيب"، 16 فبراير 2015:
 
https://www.amnesty.org/ar/latest/news/02/2015/yemen-peaceful-protesters-targets-of-huthis/
 
14- الأمم المتحدة، مكتب الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال ونزع السلاح، أطفال لا جنود: اليمن يوقع خطة عمل لإنهاء تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات المسلحة، 14 مايو 2014:
 
https://childrenandarmedconflict.un.org/ar/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%8C-%D9%84%D8%A7-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%91%D8%B9-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%A5%D9%86/
 
- الأمم المتحدة، التقرير السنوي للممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، ليلي زروقي، وثيقة رقمA/HRC/46/25 ، 26 ديسمبر 2013:
 
- الأمم المتحدة، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال ليلي زروقي تحصل علي التزامات من جانب السلطات اليمنية وجماعة الحوثي المسلحة لإنهاء تجنيد الأطفال، الجمعة، 30 نوفمبر 2012:
 
http://www.yemensaeed.com/news.3168html
 
15- مجلس الأمن، قرار رقم S/RES/2216 (2015):
 
http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N70/103/15/PDF/N.1510370pdfOpenElement
 
16- هيومان رايتس، الحوثيون يقصفون المدنيين في تعز، جنوبي اليمن، 20 أكتوبر، 2015:
 
https://www.hrw.org/ar/news/282447/20/10/2015
 
17- هيومان رايتس، اليمن: الحوثيون يستخدمون الألغام الأرضية من جديد، 18 نوفمبر  2015
 
https://www.hrw.org/ar/news/283444/18/11/2015
 
18- قائد الثورة الإسلامية: تداعيات جرائم النظام السعودي في اليمن سترتد عليه، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 13 مايو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81607855/
 
19- قائد الثورة: صمود العراق أمام الإرهابيين يوفر الأمن الاقليمي، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 17 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81650919/
 
20- شمخاني يهنئ رئيس الوزراء العراقي بنجاح الخطة الأمنية في مراسم زيارة الأربعين، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 15 ديسمبر 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81426553/
 
21- شمخاني: تصعيد إثارة الخوف من إيران مؤشر لعدم صدقية الغرب، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 14 مايو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81607950/
 
22- أفخم: إيران تدعو إلي عراق موحد، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 20 مايو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81615577/
 
23- أمريكا فشلت في تحديث الشرق الأوسط من الناحية السياسية، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 19 نوفمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81844763/
 
24- أمير عبداللهيان: إيران ليست بحاجة لأمريكا وبريطانيا لمحاربة "داعش"، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 20 أغسطس 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81279266/%D8%B3%DB%8C%D8%A7%D8%B3%DB%8C%D8%A9/%D8%A7%D9%85%DB%8C%D8%B1_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%DB%8C%D8%A7%D9%86__%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86_%D9%84%DB%8C%D8%B3%D8%AA_%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9_%D9%84%D8%A7%D9%85%DB%8C%D8%B1%DA%A9%D8%A7_%D9%88%D8%A8%D8%B1%DB%8C%D8%B7%D8%A7%D9%86%DB%8C%D8%A7_%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9_%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4
 
25- من أوقف انهيار الجيش العراقي؟ المالكي يجيب..، قناة العالم، 25 نوفمبر 2014:
 
http://www.alalam.ir/news/1652338
 
26- بغداد .. يوم حطت طائرة سليماني، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 28 نوفمبر 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81405130/
 
27- الحشد الشعبي العراقي: داعش يختلف عن صدام وهتلر وكل مجرمي القرون الوسطي، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 17 سبتمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81762799/
 
28- استشهاد العميد حميد تقوي في مدينة سامراء، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 28 ديسمبر 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81441070/
 
29- هيومان رايتس، العراق: أحداث عام 2015، التقرير العالمي، 2016:
 
https://www.hrw.org/ar/world-report/2016/country-chapters/285704
 
30- جنيف للعدالة، جرائم التطهير العرقي والطائفي في ديالي، 18 يناير 2016:
 
http://www.gicj.org/index.phpoption=com_content&task=view&id=450&Itemid=176&mylang=arabic&redir=1
 
31- أطباء إيرانيون يتطوعون لعلاج جرحي الحشد الشعبي في ميسان، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 1 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81630426/
 
32- مجلس ذي قار يبحث مع القنصل الإيراني ملفات الكهرباء، والصحة، والبيئة، والتعليم، والزراعة، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 30 سبتمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81779377/
 
33- الحشد الشعبي قوة العراق في الميدان وورقته الاستراتيجية إقليميا ودوليا، تقرير منشور، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 28 نوفمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81857062/
 
34- وزير الدفاع العراقي: فتوي المرجعية جسدت المعاني الحقيقية للوحدة وأجهضت مخططات التقسيم، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 13 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81643762/
 
35- ولايتي: إيران تدعم النضال العادل لأنصار الله في اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 18 أكتوبر 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81353696/
 
36- أمير عبداللهيان: تطورات اليمن قد جعلت الظروف أكثر صعوبة للإرهابيين، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 11 فبراير 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81503263/
 
37- أمير عبداللهيان: هنالك سيطرة أمنية مقبولة في اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 22 فبراير 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81516514/
 
38- إيران ستواصل مساعيها لوقف العدوان علي اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 6 أبريل 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81562004/
 
39- لاريجاني يصف بدء الحرب وإنهاءها بهزيمة للعمليات العسكرية الصبيانية في اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 22 أبريل 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81580488/
 
40- قائد الثورة الإسلامية: تداعيات جرائم النظام السعودي في اليمن سترتد عليه، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 13 مايو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81607855/
 
41- شيخ الإسلام: قرار مجلس الأمن انقلاب دبلوماسي علي اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 4 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81634337/
 
42- العميد سلامي : العدوان علي اليمن هو نتيجة لإخفاق المشاريع الأمريكية بالمنطقة، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 16 أبريل 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81574130/
 
43- العميد سلامي: العدوان السعودي علي اليمن أكثر الحروب غباء، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 7 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81637482/
 
44- خطيب جمعة طهران: المفاوضون النوويون هم أبناء النظام ومقاتلو الجبهة الدبلوماسية، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 12 يونيو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81643375/
 
45- اللواء سليماني: أمريكا تحافظ علي "داعش" لتبقي المسلمين بحاجة إليها، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 1 سبتمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81744178/
 
46- حزب الله يملك مئة ألف صاروخ موجه صوب فلسطين المحتلة، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 12 نوفمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81836222/
 
47- تقرير أممي: إيران تسلح الحوثيين باليمن منذ 2009 علي الأقل، فرانس24، 1 مايو 2015:
 
http://www.france.24com/ar/20150501-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-2009-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9
 
48- مجلس الأمن: قرار رقم S/RES/2216 بتاريخ 14 أبريل 2015:
 
http://daccess-dds-ny.qa.un.org/doc/UNDOC/GEN/N70/103/15/PDF/N.1510370pdfOpenElement
 
49- أوباما يحذر طهران من تزويد الحوثيين بالسلاح، دويتشه فيله، 22 أبريل 2015:
 
http://www.dw.com/ar/%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B2%D9%88%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD/a-18398045
 
50- قوات التحالف تضبط "قاربا إيرانيا يحمل أسلحة" إلي اليمن، بي بي سي، 30 سبتمبر 2015:
 
http://www.bbc.com/arabic/middleeast/150930/09/2015_yemen_weapons_saudi
 
51- في رسالة من محسن رضائي إلي عبدالملك الحوثي: الجميع يعلم بأنه ليس لإيران أي عسكري في اليمن، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 28 مارس 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81553589/
 
52- أربعة من الشهداء اليمنيين يوارون الثري في مدينة أمل، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 21 يناير 2016:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81930441/
 
53- مسئول في أنصار الله: السعودية تواجه خصوم أمريكا في المنطقة، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 22 ديسمبر 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81889624/
 
54- اليمن السعيد وإحياء مجده المندثر، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 24 سبتمبر 2014:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81324310/
 
55- بين قانا جنوب لبنان والمخا جنوب اليمن .. العدو واحد ولو اختلفت الأوجه!، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 29 يوليو 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81699448/
 
56- اليمن .. المواجهة المفتوحة بين إرادة الشعب والاحتكام للعدوان الخارجي!، وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، 22 أغسطس 2015:
 
http://www.irna.ir/ar/News/81729070/
 
طباعة

    تعريف الكاتب

    ‬عمرو منصور

    ‬عمرو منصور

    ‬باحث مصري متخصص في شئون الدراسات الإسلامية‮.‬