يدلل التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمي، علي أن الولايات المتحدة قد دخلت ثلاث مواجهات كبري، استثمرت فيها مصادرها المادية والبشرية، وواجهت احتمالات حدوث حرب نووية. إلا أنها بعد عقود من المواجهات اختارت الولايات المتحدة التصالح بدلا من الصدام والمواجهة، والدخول في علاقات الشراكة، والتداخل، والاعتماد المتبادل. ونعني بهذه القضايا الكبري علاقات الولايات المتحدة بعد نجاح الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، حيث دخلت الصين الجديدة في تحالف مع الاتحاد السوفيتي، المنافس الجديد للولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ثم دخول الولايات المتحدة في الصراع في فيتنام التي انقسمت إلي شطرين: الجنوب الذي انحاز واحتمي بالولايات المتحدة، والشمال الذي انحاز إلي الاتحاد السوفيتي، وتبني نظريته الاشتراكية. أما المواجهة الكبري الثالثة، فكانت مع الثورة الكوبية التي قادها فيدل كاسترو وتحالفه مع الاتحاد السوفيتي.
ويستعرض هذا المقال المواجهات الثلاث" كيف بدأت، وكيف تطورت عبر هذه العقود من "الصدام والمواجهة" إلي "المشاركة والتعاون"؟. وينتهي بالتساؤل عما إذا كانت إيران سوف تنضم إلي هذه النماذج، أم لا خاصة بعد التوصل إلي اتفاق نهائي.