قارة إفريقيا كيان واحد غير متجزئ، تلك هي الصورة الذهنية السائدة للقارة السمراء، سواء لدي الأفارقة أنفسهم، أو عند الشعوب الأخري. ويعرض الخطاب الإفريقي للدولة دوما بعدِّها جزءا من الكل. أما عند الآخر غير الإفريقي، فإن القارة واحدة في الفقر، والمرض، وكذلك في التاريخ، والهوية.
لم تنعكس وحدة القارة كما تتمثل في الصور الذهنية علي أرض الواقع. فإلي الآن، لم تتحقق الوحدة الإفريقية كما كان يحلم بها قادة التحرر الوطني، فيما تواجه التجمعات الإقليمية الفرعية تحديات عدة تحول دون فاعليتها، علي الرغم من أن بدايات الدعوة للوحدة الإفريقية بدأت قبل الاستقلال بعقود، عندما دعا بورجهارت ديبويس لأول مؤتمر للوحدة الإفريقية Conference pan Africanism والذي عقد في باريس عام 1919، وحضره عدد من قادة التحرر الوطني، ومنه توالت المؤتمرات واللقاءات الممهدة لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التي أنشئت عام 1963 بأديس أبابا.