حينما انتخب فلاديمير بوتين كرئيس لروسيا الاتحادية، فإنه كان واضحا أن لديه نظرة مختلفة عن سابقه يلتسين.
فالحنين للاتحاد السوفيتي المتفكك تصاعد من جديد، وهو ما تم التعبير عنه رسميا في سياسات موسكو للتحكم في الجوار "ما بعد السوفيتي"، مستغلة قوتها الناعمة التي أتاحتها لها تأثيراتها الثقافية في المنطقة، وسيولتها المالية الضخمة، الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط والغاز، طيلة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فبرهن بوتين علي نيته الصريحة للمضي قدما في استراتيجيته الكبري لعودة روسيا كقوة عظمي داخل عالم متعدد الأقطاب، وهو ما تُرجم في عقيدته العسكرية "فرض الاحترام" لسنة 2005، والتي كان من أهم انعكاساتها أن وأدت "ثورة الزنبق" في قيرغيزستان سنة 2005، وعكستها بثورة الوقود سنة 2010، والتي أطاحت بـ "قربان بيك باقاييف"، وتعويضه بـ "ألماط بيك أتامبييف"، القريب من موسكو، وتدخلت عسكريا في جورجيا سنة 2008، لتنتزع شبه جزيرة القرم الاستراتيجية من أوكرانيا في مارس 2014. وقد أكد بوتين، بعد مرور سنة من انضمام القرم لروسيا في 16 مارس 2015، أن روسيا كانت مستعدة لاستنفار قواتها النووية في حال تدخل الغرب عسكريا في القرم.