في آخر تحديث لاستراتيجيتها للأمن القومي، في ديسمبر 2014، رأت روسيا أن من أبرز التهديدات الخارجية لأمنها تعزيز الناتو لقدراته العسكرية، وتوسعه باتجاه الحدود الروسية، مع قيام الحلف بمهام علي نطاق عالمي، إلي جانب استخدام القوة العسكرية في أراضي دول الجوار بعيدا عن قواعد القانون الدولي، وظهور بؤر للنزاعات العسكرية هناك وتصعيدها، وأيضا إقامة أنظمة في الدول المجاورة، تكون سياستها مهددة للمصالح الروسية.
في المقابل، تضمنت أحدث وثائق الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي، في فبراير 2015، التشديد علي العمل مع الحلفاء لعزل روسيا بسبب دعمها المتمردين في شرق أوكرانيا، بعدما كانت تدعو في عقيدتها العسكرية لسنة 2010 إلي السعي لخلق علاقة مستقرة حقيقية متعددة الأبعاد مع روسيا، مما يعكس الأهمية القصوي التي تشغلها أوكرانيا في التفكير الاستراتيجي للدولتين، حيث كانت الأزمة الأوكرانية بأبعادها وانعكاساتها بمنزلة المحفز لتعديل استراتيجيات وتكتيكات موسكو وواشنطن.