طرحت القيادة الصينية فكرة إنشاء طريق الحرير الجديد، فهل هذه الفكرة فضفاضة، أم واقعية؟، وما شأن العرب بها؟ .. أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع يطرحها أصدقاؤنا العرب. وفي هذه المقالة، أود أن أتحدث عن بعض النقاط حول هذه الفكرة، وأحاول الإجابة علي بعض هذه الأسئلة.
أولا - كيف طُرحت هذه الفكرة؟
من المعروف أن طريق الحرير هو مجموعة من الطرق المترابطة، كانت تسلكها القوافل والسفن، وتمر عبر جنوب آسيا رابطة تشيآن في الصين مع عدن في اليمن إلي مواقع أخري. ففي القرن الخامس عشر، قاد البحار الصيني المشهور، السيد تشنغ خه، الأسطول البحري عدة مرات إلي عدن وأمكنة أخري في العالم العربي. وحتي الآن، لا يزال النصب التذكاري للبحار الصيني تشنغ خه موجودا في عدن.
فكان طريق الحرير القديم يربط بين الصين والعالم العربي اللذين يقع أحدهما في الطرف الشرقي، والآخر في الطرف الغربي للطريق. وكان أجدادنا يتواصلون ويتبادلون عبر الصحاري والبوادي عاما بعد عام، ويبحرون بسفنهم الشراعية ليلا ونهارا في البحار الشاسعة، متحملين مشقة السفر والرحلة، سائرين في طليعة التواصل الودي بين مختلف الأمم في العصر القديم، ومن بينهم تشنغ خه كما ذكرنا، وابن بطوطة، الرحالة العربي المشهور.
وبفضل طريق الحرير، نُشرت صناعة الورق، وفن الطباعة، والبارود، والبوصلة من الصين إلي أوروبا عبر المنطقة العربية. بينما دخلت من خلال هذا الطريق إلي الصين علوم الفلك، والتقويم، والطب، والأدوية العربية، الأمر الذي عزز الحضارة الإنسانية بإسهام الجانبين الصيني والعربي.