إن الروايات المتداولة حول الكيفية التي اتخذت بها قرارات، مثل إنشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة 1960، وإصدار مجلة السياسة الدولية 1965، ثم إقامة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية 1968، ودعوة شخصيات، مثل الجنرال الفرنسي أندريه بوفر، لزيارة مؤسسة الأهرام، في تلك الفترة، تعبر بوضوح عن الإطار الذي حكم التفكير في بدايات الدراسات الاستراتيجية -بمفهومها الحديث- في مصر، والتي ارتبطت بصعود وارتباك، ثم ما يشبه "انهيارا" للدولة المصرية في مرحلة الستينيات.
في معظم تلك الروايات، كان "صانع القرار الأول" في الدولة أو الدائرة القريبة منه مهتما بتلك النوعية من التفكير الذي أشار إليه أ. محمد حسنين هيكل في مقال شهير، نشر بالأهرام تحت عنوان "القنبلة" في 23 نوفمبر 1973، بتعبير أنها "فترة اكتسب فيها كل حديث عن الحرب والاستراتيجية عمقا هائلا". وقد شكلت السياسة الدولية طوال الوقت أحد أضلاعه، خاصة أنها كانت تصدر في ذلك الوقت عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، علي الرغم من أنها كانت أسبق في الصدور من إنشائه، ولم يكن قد سبقها في الصدور عن مؤسسة الأهرام سوي مجلة الأهرام الاقتصادي ( للمزيد أنظر المجلة).