يقوم النظام الدولي علي تفاعلات متكررة ومنتظمة فيما بين مختلف الفاعلين الدوليين وبعضهم بعضا، خاصة الدول. والذي يحكم تلك التفاعلات أنماط القوة وتوزيعها فيما بين هؤلاء الفاعلين، سواء كانت القوة العسكرية، أو الاقتصادية، أو الثقافية، أو العلمية -التكنولوجية.
ولقد كانت عناصر القوة العسكرية هي الأساس، لقرون من الزمن، في قياس وتحديد مستوي قوة كل من هؤلاء الفاعلين. لكن مع مرور الوقت، وتعدد الأحداث والتطورات، دخلت إلي جانبها عناصر القوة الأخري غير العسكرية، بدءا بالقوة الاقتصادية، ومرورا بالقوة الثقافية، وانتهاء بالقوة العلمية التكنولوجية التي أصبحت في عالم اليوم هي أساسا لعناصر القوة الأخري التي تتمتع بها الدول، وغيرها من الفاعلين الدوليين.
ولا تقتصر التفاعلات المبنية علي عناصر القوة تلك علي الدول، بل امتدت أيضا إلي الفاعلين من غير الدول، مثل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، والشركات الدولية العابرة للحدود القومية، بل وبعض الأفراد.( للمزيد أنظر المجلة)