رغم أن إشارات التحول الكبير الجاري في الشرق الأوسط بدأت من العام الماضي، فإن الربع الأول من هذا العام (2015) شهد تجليات كثيرة، وتجسيدات متنوعة لذلك التحول، مما يفتح الباب أمام تغيرات جذرية قد تفضي قبل نهاية العام إلي شرق أوسط "جديد" مختلف تماما عن القائم حاليا، ومغاير أيضا لمعظم التصورات والصيغ التي طرحت من قبل تحت ذلك العنوان.
أول ملامح تلك التحولات الجذرية الجارية في المنطقة أن المشكلات القائمة بدأت تتمحور في معظمها حول "الدولة" الوطنية، حيث صار بقاء أو انهيار الدولة محل تنازع وصراع، علي المستويين الداخلي والإقليمي. انهيار الدولة أو تعرضها للخطر ليس أمرا مستحدثا في المنطقة، فالصومال ليس دولة منذ ربع قرن، والعراق دولة شبه فيدرالية منذ تحرير الكويت عام 1991، ويتطور إلي دولة شبه فاشلة منذ الاحتلال الأمريكي في .2003 لكن الجديد الذي تشهده المنطقة حاليا، وبدأت إرهاصاته منذ عامين تقريبا، أن فشل الدولة أو انهيارها، وربما تهددها بالتفكك أو التفتت، أصبح ظاهرة وليس استثناء.( للمزي أنظر المجلة)