تستهدف هذه الورقة تقديم تحليل نظري للخطاب التآمري من حيث عناصره، وتجلياته الأساسية، وعوامل انتشاره، ومدى حضوره عامة، وخلال المراحل الانتقالية بعد الثورات خاصة. وتشرح تلك الورقة، عبر سطورها، إشكاليات الخطاب التآمري وسماته، وترى أن فكرة "التآمرية" تثير العديد من الجدالات، ابتداء من تحديد المقصود بها، وصولا إلى تقييمها. فالمدافعون عنها يرون ضرورة الاهتمام بها كمنطق تحليلي أساسي يحقق وظائف إيجابية على الصعيدين النظري والواقعي (كخطاب واقعي، نقدي، تفكيكي وما بعد حداثي، مقاوم وكفاحي، ومفعل لآليات الرقابة، والتوازن، والشفافية)، بينما الرافضون لها يحذرون من إشكالياتها، ومخاطرها السلبية، كنمط غير علمي وهادم للمعايير الموضوعية نظريا، وشعبوي استقطابي يؤجج نزعات الشك والصراع.