تتناول هذه الدراسة تطور اتجاهات المحافظين الجدد في السياسة الخارجية الأمريكية، والأساس الأيديولوجي، والأفكار التي استندوا إليها، وتأثيرهم تجاه عملية صنع السياسة الخارجية الأمريكية عبر الإدارات المتعاقبة. وتشرح الدراسة عبر سطورها تأثير أفكار المحافظين الجدد في سياسة أوباما، والحركات الفكرية ومركز الدراسات التي تدعم موقفهم.
وتري الدراسة أن دور المحافظين الجدد لم يتراجع في فترة حكم باراك أوباما عما كان عليه في فترة بوش الابن، حيث لا يزال نفوذ تيار الصهيونية المسيحية قائما، وإن في صورة غير رسمية. لكن جري الاعتماد علي أساليب جديدة كالقوة الذكية التي تعني دمج ما بين القوة الناعمة والقوة الصلبة، بعد أن كانت الأخيرة هي الخيار الرئيسي علي أجندة إدارة بوش الابن. وتقول الدراسة في نهايتها إنه رغم اختلاف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فإن تيار المحافظين الجدد، منذ ظهورهم وحتي عهد أوباما، يعد من أهم التيارات الأيديولوجية التي برزت بشكل متنام علي الساحة الأمريكية، وإن كان تأثيرهم في السياسة الخارجية يقوي ويضعف، وفقا للظروف الداخلية من جانب، وطبيعة التحديات الدولية التي تواجهها الولايات المتحدة من جانب أخر. وتؤكد الدراسة أن مستقبل تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية يظل مرتبطا إلي حد كبير بمدي استعدادهم لمراجعة أطروحاتهم الفكرية، وأهدافهم السياسية، واستراتيجياتهم للاستفادة من دروس الماضي.