نشر، خلال السنوات الأخيرة، العديد من الأدبيات حول "عودة الجغرافيا السياسية" في العلاقات الدولية، كان من أبرزها مقال والتر راسل ميد في "مجلة الشؤون الخارجية"، الذي حمل عنوان "عودة الجغرافيا السياسية: انتقام القوي التعديلية".
في المقابل، يبدو أن مجموعة من التطورات علي مستوي السياسة الدولية كان من شأنها أن أدت إلي ترسيخ هذا الاعتقاد بعودة تأثير الجغرافيا السياسية، بعد أن دفعت نهاية الحرب الباردة إلي الاعتقاد بـ "نهايتها"، علي غرار عدة نهايات أخري، كنهاية التاريخ، ونهاية الدولة، وغيرهما، فضلا عن الاعتقاد بأن القضايا الجغرافية-السياسية (الجيوسياسية) الأشد إزعاجا قد تمت تسويتها إلي حد كبير بنهاية الحرب الباردة. فباستثناء عدد ضئيل من المشاكل الصغيرة نسبيا، كالويلات التي عرفتها يوغوسلافيا سابقا، والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، تم افتراض أن أهم القضايا في السياسة العالمية لن تتعلق مرة أخري بالقواعد العسكرية، أو بتقرير المصير، أو بمناطق النفوذ.