تقول هذه الورقة إنه في ظل ما تشهده التفاعلات الدولية من تغيرات، لم تعد قيادة النظام الدولي والتأثير في سلوك فواعله حكرا على القوى الكبرى، إذ باتت المنظمات والمؤسسات الدولية القائدة تلعب دورا بارزا في سياقات ومساحات وموضوعات متعددة، بحيث أصبحت سياساتها وما تتخذه من قرارات عاملا مفسرا لتطورات السياسات الداخلية والإقليمية والعالمية. بيد أن دراسة المؤسسات الدولية لم تخل من الجدل النظري ما بين اتجاهات ترى أن المنظمات لم تزل مجرد تعبير عن إرادة الدول، وأخرى تؤكد استقلالية مصادر قوتها وقيادتها. وتطرح تلك تلك الورقة تساؤلات عدة حول محددات فاعلية المؤسسات القائدة، وحدود تأثيرها، وعلاقتها مع الدول، وطبيعة الجدل النظري بشأن ما تقوم به من أدوار.