شهد العام المنصرم رقما قياسيا في المدى الزمني لتشكيل الحكومات، غير أن تشكيل الحكومة الجديدة استغرق عشرة شهور، وعشرة أيام، لتخرج بعدها حكومة مؤقتة بتركيبة تجمع بين السياسيين والتكنوقراط، وفقا لمعادلة سياسية جديدة قائمة على صيغة 8-8-8، والتي تعطي ثلثا متساويا لجميع الأطراف، وذلك بدلا من صيغة 9-9-6 التي كانت قائمة. وقد أثار ذلك بدوره التساؤل حول الأسباب أو العوامل التي دفعت إلى تشكيل الحكومة بعد هذا التأخر. فهل أدت تفاهمات داخلية بين أطراف النزاع إلى انتهاء الأزمة، أم فرضت المعطيات الإقليمية والدولية ترحيل الخلافات، أو التخفيف من حدتها؟ وإلي أي مدى، يمكن أن يؤدي نجاح هذا التشكيل إلى تحقيق الاستقرار اللبناني لاستكمال الاستحقاقات القادمة؟.