يؤكد هذا التقرير أن الخط العام للعلاقات الأمريكية- الإيرانية منذ عام 1979، أي منذ نجاح الثورة في إيران في الإطاحة بالشاه، وإقامة الجمهورية الإسلامية، هو أنها علاقات عدائية تقوم على اتهام كل منهما للأخرى برعاية قوى الشر والإرهاب. فالخطاب السياسي الإيراني لم يتوقف عن وصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ "الشيطان الأكبر" الذي يقف وراء كل شرور العالم، والتي يروح ضحيتها "المستضعفون" الذين تتولى الجمهورية الإسلامية الدفاع عنهم. كما أن الخطاب السياسي الأمريكي يضع إيران على رأس قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والتي تعمل على الإضرار بالمصالح الأمريكية، ومصالح حلفائها في أنحاء الأرض كافة.
ويشير التقرير أيضا إلى أن توازن القوى بين الدولتين، بطبيعة الحال، يعمل لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت في نهاية الأمر إقناع القوى والمؤسسات الدولية بوضع إيران تحت طائلة العقوبات الاقتصادية منذ أكثر من ثلاثة عقود، عانى خلالها الشعب الإيراني ضعف موارده، والتضييق على إمكانيات تطوره، مما أضعف في النهاية قدرة الدولة الإيرانية على التأثير لمصلحة "المستضعفين في الأرض".