تنطلق هذه الورقة من بيان جوانب القصور في الاقترابات الجديدة لتحليل النظام السياسي، فيما سمي بمرحلة ما بعد السلوكية، خاصة واقع أن تلك الاقترابات الجديدة لم تكن تقويما للاقترابات السلوكية، بل إنها اقترابات اتسمت بابتعادها عن السياسة بالمعنى العلمي لمصلحة ما ليس بسياسي، والعودة إلى الوصفية على حساب الإمبريقية، وعدم التحديد الواضح للأدوات التي يمكن استخدامها في تحليل النظم السياسية، والمقارنة فيما بينها. وتؤكد الورقة أن هناك حاجة إلى إعادة المكانة لما هو سياسي، تمييزا له عما عداه، أي تحليل النظم السياسية بالمعنى الدقيق، ولما هو إمبريقي موضوعي على حساب ما هو وصفي قيمي منحاز، ولأدوات تحليلية قابلة للاستخدام في تحليل النظم السياسية بديلا عن العبارات الغامضة، والمفاهيم غير المحددة. وتطرح في هذا السياق تطوير اقتراب ديفيد إيستون لتحليل النظم السياسية ليكون مناسبا لتحليل واقع النظم السياسية العربية الراهن.