تعالج هذه الورقة أحد جوانب تأثير التحولات الجوهرية في القارة الإفريقية بعد الثورات العربية، خاصة في ظل الروابط التاريخية، والحضارية، والثقافية المشتركة بين العرب والأفارقة، وكذا في ظل تنامي التيارات الاحتجاجية في العديد من الدول الإفريقية، مثلما حدث في كل من إثيوبيا وأوغندا اللتين دعت المعارضة السياسية فيها إلى تنظيم يوم للغضب في البلاد، على غرار يوم الغضب في مصر.
ويسعى التحليل خلال سطوره إلى البحث في أصول جماعات الطوارق كجماعات إثنية متمايزة عن غيرها من الجماعات الأخرى في الساحل الإفريقي، وبيان أثر الثورات الشعبية في العالم العربي على الشعور بالوعي الإثني لدى الطوارق، وكيف انعكس ذلك على مطالب الطوارق إزاء نظم الحكم في الدول التي يعيشون فيها، وكذا على علاقاتهم بالجماعات الإثنية الأخرى في تلك الدول، وإلى أي مدى يوجد ارتباط أو استقلال بين مطالب الطوارق في الدول المختلفة، وكيف يتعاطى الطوارق مع المعطيات الإقليمية والدولية، واحتمالات تطور مشكلات الطوارق في الأمد المنظور، وأثر ذلك على المتماسة معها، أو المجاورة لها.