تسعى الدراسة إلى الإجابة على تساؤل رئيسي، مفاده: هل أفرزت توجهات دول الربيع العربي سياسات خارجية جديدة تستند إلى أيديولوجية "إسلامية"، أم أنها لا تزال تنطلق من التوجهات البراجماتية نفسها، وحسابات المصالح السياسية التي كانت تحكم سلوك السياسة الخارجية للأنظمة السابقة؟، وهل هناك بالفعل توجهات قيمية وفكرية، أم أن هناك استمرارية للسياسات التقليدية السابقة نفسها؟، وإذا كان هناك تغيير في السياسة الخارجية، فإلى أى مدى؟، وما حجم هذا التغيير وآفاقه؟. وتنطلق المقولة الأساسية لهذه الدراسة من أن هناك عوامل تضمن وجود قدر من الاستمرارية والثبات في السياسات الخارجية لدول الربيع العربي، ترتبط بطبيعة نظرية الأمن القومي التي ترسخت في العقود السابقة. وسلط الكاتب الضوء على تأثير أهم عامل جديد في عالم السياسة في دول الثورات، وهو الأيديولوجيا الإسلامية، ورصد مقدار الاتساق والتنافر بين هذه الأيديولوجيا والأجهزة الدبلوماسية الاحترافية. ودرس حجم انعكاسات التوجهات القيمية والفكرية الإسلامية على السياسة الخارجية لهذه الدول، ومدى الاستمرارية والتغيير في السياسات التقليدية، بفعل تأثير هذا العامل.