قد يكون من الصعب علي أي باحث يبتغي الموضوعية في القول، والعدل في الحكم علي الأحداث، أن يستطيع تحديد مسالك ومسارات الثورات العربية، ناهيك عن أهدافها. ويعود ذلك في غالبه إلى حقيقة أن هذه الثورات كانت أشبه ما يكون بالظواهر الطبيعية، كالبراكين والزلازل التي لا يستطيع العلم الطبيعي تحديد توقيت حدوثها، وإنما يعرف مناطقها علي سطح الأرض. كذلك، كانت الثورات العربية انفجارات لم يكن يستطع أحد أن يتنبأ بتوقيتها وزمان انبعاثها، وإنما كان الجميع يدرك أن الجمهوريات الوراثية العربية - تلك الجمهوريات التي تحولت إلى ضياع خاصة بالسلطان - بمثابة حزام زلزالي بركاني بسبب الخلخلة في تكويناته الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والتي ستؤدي إلى حالة من عدم استقرار(ملخص).