لا أحد منا ينسى كلمات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى صرح بها محددًا موقف مصر المحترم من تهجير الفلسطينيين، حيث قال إن الشعب المصرى لن يقبل فكرة تهجير الفلسطينيين وسيعارض ذلك فى الشوارع.. والمقترح الذى يتم الحديث عنه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه.. ولنا أن نؤكد على كلام فخامة الرئيس، فهو ليس ظلمًا فحسب بل ظلم وإفك.. وهذا التصريح إن دل على شىء فهو يؤكد وبقوة صلابة القرار السيادى المصرى تجاه هذا الأمر، وأن هذا الرأى مبعثه التعبير عن آراء المصريين قاطبة، فهم لن يقبلوا بأى حال من الأحوال أن يقع هذا التهجير الظالم على الفلسطينيين الذى من شأنه أن ينسف قضيتهم إلى الأبد ويردم عليها كما ردم على شهدائها فتصبح أرواحهم معذبة، فقد ضحوا بها لمساندة القضية، فكيف يأتى اليوم من ينتزع الأرض ويهجّر أصحابها فيصيرون ضيوفًا على أرض الغير بدلًا من أن يكونوا ملاكًا يعيشون على أرضهم ويتوارثها الأجيال؟!
وقد توالت المقترحات المضحكة من الجانب الأمريكى كصدى صوت للكيان الصهيونى بغية التحايل على الرفض المصرى، ونسى من يتناسون عمدًا مكانة مصر العظيمة وحضارتها العريقة الممتدة عبر قرون وقرون للتقليل من شأنها، فى محاولة لممارسة الضغوط انتظارًا لانصياعها لرغبات استعمارية تستهدف أراضيها وهى تنضاف إلى غيرها مما عانته البلاد من هذا النوع من المطامع عبر الأزمان.
فياليت هؤلاء يدرسون تاريخ مصر جيدًا ويتعرفون على جينات البطولة والشجاعة التى تسرى فى دماء المصريين التى تثبتها كتب التاريخ الموثقة لأحداث عظام مررنا بها منحوتة بإزميل الزمن على جدران المعابد، فالمحارب والمقاتل المصرى لا مثيل له فى اعتناقه لعقيدة الدفاع عن الأرض والعرض فلا يخيفه شىء ولا يردعه رادع ولا يقبل التهديد.. ورئيسنا الوطنى عزيز مصر عاشق أرضها وترابها تسرى جينات البطولة والشجاعة المصرية فى أعماق شرايينه، لا يخاف فى الحق لومة لائم ها قد أعلنها مدوية لا للتهجير برفض كبير حتى يمنع إيقاع الظلم على الشعب الفلسطينى حتى تحل قضيتهم بشروط متفق عليها سلفا، وقد حان الوقت لحل هذه القضية المزمنة التى حصدت الكثير من الأرواح وسنوات كثيرة من انتظار تحقيق العدالة السماوية فى رجوع الحق الفلسطينى بالعودة إلى أراضيهم وقيام دولتهم، ليعيشوا فى سلام بين دول العالم وتتوقف المطامع التى جلبت الاضطرابات داخل شرقنا الأوسطى وانسحبت على العالم أجمع القلاقل والنزاعات.. أما آن الأوان لنقف جميعا صفًا واحدًا، مصر، قيادة وشعبًا، والشعوب العربية وقياداتها لدرء المخاطر التى تحدق بنا دون استثناء لدولة عن الأخرى لنكتب لمنطقة الشرق الأوسط مصيرًا آمنًا؟!
وانطلاقا من الحكمة الفرعونية التى تقول:
"أيُّ ثورٍ يمكنه أن يكسرَ بابَ الزريبة، لكنَّ إصلاحَ البابِ يحتاجُ إلى نجّارٍ ماهر".
نحمد الله على حصافة فخامة الرئيس السيسى، الذى يطيب لى، كما ذكرت فى مقالات سابقة، أن أصفه بالرجل الاستثناء الذى أعد العدة مبكرًا لحماية البلاد مما يحاك لها حتى أتت اللحظة الحاسمة مصداقًا لقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" فعرف الجميع الآن، وخاصة من كانوا ينتقدون سلبًا مجهودات الدولة المصرية فى التنمية والنهوض، وجاهة كل ما تم على الأرض من مشروعات عملاقة وبناء لطرق جديدة ومدن وتنوع مصادر السلاح وغير ذلك.. فجاء القرار من منطلق القوة لا للتهجير، وسنظل نرددها مع رئيسنا وندعو له ولمصر بالنجاة من شرور العالم من حولنا وسيظل موقفنا ثابتًا متينًا، فلن نسمح بتصفية لقضية فلسطين ولا لنزوح قسرى لأهلها ولا تهجير لسكانها لأرض الغير، فهذا إفك ما بعده إفك.. وستحيا مصر دائمًا وأبدًا عصية على الانكسار أو الانحدار ! وسيستمر دورها كرمانة الميزان فى المنطقة تحمى الحقوق وتؤدى الواجبات الوطنية وتطلق القرارات الصائبة بثبات وإباء وشمم.