وسط تحديات إقليمية ودولية عاصفة ظلت القاهرة حاضرة صامدة، قادرة على مواصلة دورها الفعال الداعم للاستقرار الإقليمى والدولى، ولعل الدبلوماسية الرئاسية المصرية كان لها الدور والتأثير الأبرز على الساحة الدولية عام ،2024 بما مكن مصر من تحقيق مصالحها الداخلية وأيضا دعم قضايا السلام والاستقرار الإقليمى والدولى.
دبلوماسية رئاسية منفتحة على الجميع وفق ثوابت ومحددات عمل تلتزم بالتوازن والشفافية والموضوعية، وتؤمن بدعم فكرة الدولة الوطنية والحفاظ على سيادة الدولة، وترفض التدخلات الخارجية فى شئون الدول وأيضا تدعم مسارات التنمية والإعمار والتعاون الاقتصادى كسبيل أمثل لاستقرار الأوطان، وإيجاد مصالح مشتركة بين الشعوب ما يحقق ويدعم مفاهم الأمن الإقليمى والدولى، محددات عمل اتضحت خلال نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجى العام المنقضى حيث حرصت القيادة السياسية المصرية على مواصلة دور مصر البارز إقليميًا ودوليًا، فرغم أن العام الماضى شكل تاريخا فاصلا فى الصراع الإقليمى إلا أن القاهرة اثبتت أنها قادرة على البقاء والوجود باستمرار وأمان وسط تلك الفوضى الإقليمية، معادلة لم تكن لتتحقق لولا وجود دبلوماسية رئاسية نشطة وفعالة، وهو الأمر الذى تعكسه أرقام وتنوع اتصالات وتحركات القيادة السياسية المصرية العام الماضى.
اتصالات مكثفة مع قادة العالم:
استقبل وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى ما يقترب من مائة اتصال هاتفى من 42 قائدا وزعيما دوليا، وقد جاء فى صدارة المتصلين بالرئيس السيسى خلال العام الماضى الرئيس الأمريكى جو بايدن بسبعة اتصالات هاتفية، ثم يأتى كل من الرئيس الفرنسى والعاهل الأردنى بستة اتصالات هاتفية، بينما دارت ثلاثة اتصالات هاتفية بين الرئيس السيسى وقادة كل من قبرص - الإمارات - البحرين – العراق - هولندا - جزر القُمر – موريتانيا - الجزائر - عمان - قطر – فلسطين، بينما تواصل الرئيس السيسى مرتين عبر الهاتف مع قادة أسبانيا – تونس – ألمانيا – بريطانيا – الصومال – السودان – الكويت – إيطاليا - الكونغو الديمقراطية، فيما كان هناك اتصال هاتفى واحد بين الرئيس وكل من قادة جيبوتى – لبنان – السعودية – بلغاريا – كينيا – رواندا - التشيك - جنوب إفريقيا –تشاد – صربيا – النمسا - روسيا – ماليزيا – بلجيكا - كندا – اليونان.
توافد القادة على القاهرة:
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى قادة 34 دولة فى زيارات رسمية لمصر هذا بجانب العدد الآخر من اللقاءات التى عقدت على هامش فعاليات استضافتها القاهرة، ويأتى فى طليعة القادة الذين زاروا مصر خلال العام المنقضى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بعدد ثلاث زيارات، ثم يأتى العاهل الأردنى الملك عبد الله بعدد زيارتين، بينما سجلت القاهرة زيارة رسمية واحدة خلال العام الماضى لقادة دول إندونيسيا - الجابون - ماليزيا – استونيا - الجزائر - السعودية - ألمانيا - العراق – الصومال - إريتريا - تشاد - صربيا - أذربيجان – الكويت - البوسنة والهرسك – البحرين - إيطاليا - قبرص - اليونان - النمسا - بلجيكا – هولندا – أرمينيا - السودان - البرازيل - تركيا - ليبيا - فلسطين هذا بالإضافة لأمين عام الأمم المتحدة ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى.
جولات رئاسية تاريخية:
جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عام 2024 شهدت تنوعا جغرافيا ملحوظا وأيضا نقاط زيارة لم يزرها رئيس مصرى من قبل، بداية أتت الأردن فى مقدمة زيارت الرئيس السيسى الخارجية بعدد ثلاث زيارات خلال العام الماضى، بينما قام أيضا الرئيس خلال العام المنقضى بزيارات تصنف تحت أول زيارة لرئيس مصرى لكل من الدنمارك والنرويج وأيضا إريتريا، كما شهدت جولات الرئيس الخارجية زيارة كل من أيرلندا - البرازيل - السعودية- روسيا - تركيا - الصين - البحرين.
وجود فعال بالملتقيات الدولية:
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عام 2024 فى 18 فعالية ومؤتمرا دوليا وإقليميا سواء استضافتهم مصر أو فى الخارج، وقد اختتم العام الماضى باستضافة مصر لقمة مجموعة دول الثمانى النامية، بينما شارك الرئيس السيسى بعدد من الفعاليات الأخرى التى استضافتها مصر، مثل المنتدى الحضرى العالمى، وأسبوع القاهرة للمياه، ومعرض مصر الدولى للطيران، ومؤتمر الاستثمار المصرى-الأوروبى، والقمة المصرية-الأوروبية.
وأيضا مؤتمر ومعرض اجيبس 2024، وعلى الصعيد الإقليمى والدولى شارك الرئيس السيسى للمرة الثالثة فى قمة مجموعة العشرين بالبرازيل، والقمة العربية الإسلامية بالرياض، وقمة مجموعة البريكس بروسيا، ومؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة والذى عقد بالأردن، وأيضا شارك الرئيس السيسى بمنتدى التعاون العربى-الصينى بدولة الصين، هذا بجانب المشاركة بالقمة العربية بالمنامة، وعلى صعيد آلية التشاور الثلاثى بين مصر، والأردن، وفلسطين فقد حضر الرئيس عبدالفتاح السيسى قمتين العام الماضى، كما شارك الرئيس أيضا عبر الفيديو كونفرانس فى قمة المستقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع لمجموعة النيباد الإفريقية.
زخم دبلوماسى على هامش الملتقيات الدولية:
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش فعاليات إقليمية ودولية ما يتخطى 30 قائدا وزعيما إقليميا ودوليا، يأتى فى صدراتهم الرئيس الفلسطينى بعدد خمسة لقاءات، والعاهل الأردنى ثلاث لقاءات، كما التقى الرئيس قادة كل من لبنان وايرلندا مرتين، كما التقى الرئيس السيسى أيضا على هامش الفعاليات الدولية بقادة كل من بنجلاديش - تركيا – نيجيريا - سنغافورة - الإمارات - تنزانيا - البرازيل – اليمن - السودان - جنوب إفريقيا - الصين - روسيا - الصومال - إسبانيا - سلوفينيا – رواندا - إندونيسيا - الصين - العراق اليمن – جيبوتى.
وفود وشخصيات رفيعة المستوى:
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال عام 2024 أكثر من 50 وفد ومسئولا دوليا وإقليميا من مختلف دول العالم، جاء فى الصدارةوزير الخارجية الأمريكى حيث التقى الرئيس السيسى ست، مرات بينما يأتى فى المرتبة الثانية من حيث عدد اللقاءات رئيس المخابرات المركزية الأمريكية الذى التقى بالرئيس السيسى أربع مرات، وقد شهد العام المنقضى توافدا كثيفا لمسئولى الإدارة الأمريكية على القاهرة، فقد استقبل الرئيس أيضا مستشار الأمن القومى الأمريكى، ورئيس الأركان المشتركة الأمريكية، وعددا كبيرا من أعضاء الكونجرس الأمريكى، بالتوازى أيضا استقبل الرئيس السيسى خلال العام نفسه عددا من مسئولى روسيا، والصين، والدول الأوروبية، وأيضا الدول العربية، والإفريقية بجانب شخصيات رفيعة المستوى من المنظمات الدولية والإقليمية.
دبلوماسية رئاسية تعزز الاقتصاد:
ما يقترب من 15 شركة دولية عملاقة فى مجالات الطاقة واللوجستيات وأيضا البنية التحتية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقائمين عليها، وهذا سواء خلال الجولات الخارجية أو فى القاهرة، وقد التقى الرئيس بمسئولى شركات امبرو النرويجية للطاقة - شركة جولار النرويجة لتسييل الغاز - سكاتك النرويجية - شركة يارا النرويجية - شركة ميرسك الدنماركية - شركة كوبنهاجن للبنية التحتية - شركة بريتيش بتروليوم - شركة إينى الإيطالية – شركة أباتشى الأمريكية - شركة تشاينا إينرجى الصينية - شركة سيسك الصينية - شركة داسو الفرنسية - شركة كوبيلوزوس اليونانية للبنية التحتية وأيضا شركة الخطوط الملاحية الفرنسية الدولية.
جهد كبير شهده عمل الدبلوماسية الرئاسية على مدار العام الماضى فى مواصلة للجهد البناء والمستمر منذ عام 2014 فى الإطار ذاته، والذى يستهدف منح مصر التموضع الدولى والإقليمى الذى تستحقه والمحافظة على توازنها الدولى، كما أكدت تحركات القيادة السياسية خلال العام المنقضى محافظة مصر على دوائر اهتماماتها الخارجية، حيث تأتى الدائرة العربية والإفريقية فى الصدارة لما لها من انعكاسات مباشرة على الأمن القومى المصرى، ومن ثم اتضح مواصلة مصر لدورها الفعال المدافع عن القضية الفلسطينية، كذلك اهتمام القاهرة بدعم الاستقرار فى السودان، وليبيا، والقرن الإفريقى كإمدادات مباشرة للأمن القومى المصرى، كما يميز العام الماضى الطفرة الملحوظة فى العلاقات المصرية-الأوروبية عقب القمة المشتركة والتى شهدت ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ويظل العام الماضى شاهدا على أحد أهم نجاحات الدبلوماسية المصرية وهو اكتساب عضوية مجموعة البريكس، وفى الإطار ذاته تمسكت الدبلوماسية الرئاسية باتزان بوصلة العلاقات المصرية الخارجية ما انعكس على جولات ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى شرقا وغربا، وأيضا شمالا وجنوبا سعيا وراء تحقيق مصلحة الوطن أولا، فبعيدا عن الاستقطابات والتجاذبات الدولية استطاعت الدبلوماسية الرئاسية صياغة علاقات خارجية متوازنة مع الجميع تنحاز فقط لمصلحة الداخل المصرى.