تحليلات

مستقبل حلف "الناتو" فى ضوء نتائج قمته الـ 75 بواشنطن

طباعة

عقدت بالعاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة (9-11) يوليو الحالى القمة الـ 75 لحلف شمال الأطلسى (الناتو)، وقد افتتحها الرئيس الأمريكى "جون بايدن" بحفل تذكارى فى قاعة "أندرو ميلون" التى شهدت التوقيع على معاهدة تأسيس الحلف عام 1949، غداة ذلك ألقى كلمة أمام القمة التى شارك فيها قادة دول الحلف الـ (32) أكد خلالها استمرار دعم بلاده للحلف ودوله، وتعهد بتقديم المزيد من الدعم العسكرى لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا المستمرة منذ عامين ونصف العام، وتحظى هذه القمة بأهمية بالغة فضلا عن صفتها التاريخية لأنها تواكب اليوبيل الماسى للحلف، فهى تأتى فى ظل جملة من التغيرات  الجيوسياسية الإقليمية والدولية المضطربة بدءا من تصاعد التوتر مع روسيا والصين من جهة، واستمرار الانقسامات داخل الحلف، والمخاوف الأطلسية من عودة الرئيس الأمريكى السابق "دونالد ترامب" للبيت الأبيض وموقفه الرافض للانخراط العسكرى الأمريكى الخارجى، وقد انعكس ذلك على البيان الختامى للقمة الذى تضمن (38 نقطة) وصفت موسكو وبكين بالتهديد المباشر لدول الحلف وهو ما اعترضت عليه روسيا والصين، ما ينذر بتصاعد التوتر الإقليمى والدولى خلال المرحلة المقبلة.

*أبعاد ونتائج مهمة:

يعد "الناتو" حلفا دفاعيا هدفه الأساسى تجنب الحرب وليس شنها، عبر الحفاظ على القدرات الدفاعية لأعضائه، وقد أوضح الأمين العام "للناتو" "ينس ستولتنبرج" قبل انعقاد القمة أنها ستركز على ثلاث قضايا هى (تعزيز دفاع الحلفاء والردع، ودعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها، وتعزيز الشراكات العالمية للحلف)، وفى ختام القمة تم اختيار بديل له وهو رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته "مارك روته" (57 عاما) الذى أصبح الأمين العام الجديد للحلف، وسيتسلم مهام منصبه رسميا فى أكتوبر المقبل، وقد حظيت القمة باهتمام كبير نظرا لأهميتها ونتائجها المتعددة كما يلى:

- أهمية جيوسياسية للقمة: يمر حلف "الناتو" في الذكرى الـ75 لتأسيسه بتحديات بنيوية تهدد استمراره تتمثل فى صعود اليمين الأوروبى الذى فاز بالمركز الثالث فى الانتخابات البرلمانية الأوروبية أخيرا ورفضه لدعم الحلف بشكل كبير، واحتمالات عودة الرئيس الأمريكى السابق "دونالد ترامب" للبيت الأبيض بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وموقفه من الحلف الذى لوح للانسحاب منه قبل ذلك، ما يؤثر فى فاعلية الحلف الذى يواجه عددا من الأزمات الحالية بدءا من الحرب الأوكرانية التى دخلت عامها الثالث دون حلول سلمية تلوح فى الأفق، واحتمالات التمدد الإقليمى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وارتفاع وتيرة النزاعات الإقليمية (تايوان، كوريا الشمالية) فضلا عن تصاعد التنافس السياسى والعسكرى مع روسيا والصين والتغير بموازين القوة الاقتصادية؛ حيث ارتفع نصيب الدول الآسيوية لـ 50% من الإنتاج العالمى فى مقابل 17% للدول الأوروبية، كما تبرز الحاجة إلى إعادة هيكلة البناء العسكرى للحلف بشمال شرق أوروبا تحديدا ووضع خطط مستقبلية لمعالجة القصور فى إنتاج الأسلحة والذخيرة لتعويض المساعدات التى قدمت لأوكرانيا.

- استمرار دعم أوكرانيا: تعهد "الناتو" باستمرار الدعم العسكرى المقدم لكييف خلال السنوات المقبلة، كما أشار البيان الختامى إلى وضع أوكرانيا "كدولة مرشحة" للانضمام إلى الحلف، كما أعلن إنشاء مقر بمدينة "فيسبادن" بغرب ألمانيا، لتنسيق توريد المعدات العسكرية والأسلحة وتدريب القوات المسلحة الأوكرانية، وسيرسل مندوبا للحلف للإشراف على ذلك، وقد تعهد "بايدن" بتزويد أوكرانيا بـ5 منظومات دفاع جوى، وأكد أن "روسيا فشلت فى حربها التى شنتها منذ أكثر من عامين، ولديها خسائر فادحة مع مقتل ما يقرب من 350 ألف جندى روسى وجرح مليون، ومغادرة العديد من شبابها لأنهم لم يعودوا يرون مستقبلا لهم فيها، أوكرانيا دولة حرة وسوف تنتصر"، وقد تقدم "الناتو" بطلبات لشراء صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات بقيمة 700 مليون دولار تقريبا ليتم تقديمها لكييف لأنها نجحت فى وقف الهجمات الروسية، كما وقعت 20 دولة بالحلف على اتفاقات أمنية فردية مع أوكرانيا لتعزيز إمكاناتها العسكرية، وتعهدت دول الحلف تقديم (43 مليار دولار) العام المقبل لكييف نصفه ستقدمه واشنطن.

- تعزيز التعاون العسكرى مع تركيا: عقد الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان" اجتماعا على هامش القمة مع الرئيس الأمريكي "بايدن"، وأعلن أنه تم الاتفاق معه على إتمام صفقة طائرات (إف 16) المقاتلة الأمريكية التى رفضت واشنطن منحها لأنقرة منذ عام 2020 بعد توقيع الأخيرة على صفقة للحصول على صواريخ (S400) الروسية، كما التقى "أردوغان" المستشار الألمانى "أولاف شولتس" وبحث معه صفقة شراء تركيا لمقاتلات "يوروفايتر" الأوروبية، وتبرر أنقرة هذه الصفقات فى أنها بحاجة إلى دعم عسكرى من حلفائها "بالناتو" لمحاربة التنظيمات الإرهابية (داعش، والقاعدة، وحزب العمال الكردستانى) على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، وكانت هذه الصفقات محل جدل بين أنقرة وواشنطن نظرا لأن الأولى ارتبطت بتحالف استراتيجى مع روسيا وهو ما يتعارض مع عضويتها "بالناتو".

- تحديث القدرات الدفاعية للحلف: بحثت قمة واشنطن التهديدات المستحدثة للأمن الأوروبى والأمريكى، ولفت البيان الختامى للقمة إلى أن دول الحلف تواجه "تهديدات مهجنة وسيبرانية وفضائية، وغيرها من التهديدات والأنشطة الخبيثة"، من جانب جهات فاعلة حكومية (فى إِشارة الى روسيا والصين)، وجهات غير تابعة لدول بعينها، وأعلن الحلف أنه استكمل المخطط الكامل لتحديث نظام الدفاع الجماعى، الذى يشمل بنية قوات محدثة تعزز استعداد الحلف وقدرته على الاستجابة لأى سيناريو مع محرك موضوعى قائم على الظروف وخاص بالتخطيط والمشتريات الدفاعية للحلفاء، كما بحث وضع خطط دفاعية جديدة للحلف تتواكب مع هذه التهديدات، وتحديث البنية العسكرية للحلف لمواكبة ذلك على أن تغطى هذه الخطط جميع أراضى "الناتو" جوا وبحرا وبرا.

- توسع الحلف بالشرق الأوسط: أشار البيان الختامى للحلف إلى أهمية إرساء الأمن والاستقرار فى إفريقيا والشرق الأوسط، وتعزيز الشراكة مع تلك الدول لأن عدم استقرارها يؤثر بشكل مباشر فى أمن دول الحلف، من خلال تهديدها بظواهر مثل (النزوح القسرى، والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية)، كما أعلن افتتاح مكتب له فى العاصمة الأردنية عمان، بغية تطوير الشراكة معها وفهم تطورات الشرق الأوسط فى السياق الوطنى والإقليمى، وسيقوم المكتب (بتطوير وتنفيذ برامج وأنشطة الشراكة، وتنظيم المؤتمرات وبرامج التدريب فى مجالات مثل التحليل الاستراتيجى، والتخطيط والتأهب لحالات الطوارئ المدنية، وإدارة الأزمات)، جدير بالذكر أن الحلف لم يعلن موقفا موحدا أو يصدر بيانا حول التطورات المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أو احتمالات توسعها إقليميا. 

- تحذير من الطموح الصينى: أبدى قادة حلف "الناتو" قلقهم فى البيان الختامى للحلف من تداعيات "طموح الصين" وشراكتها "الاستراتيجية العميقة" المستمرة مع روسيا، واتهم بكين بدعم روسيا فى حربها ضد أوكرانيا، وأكد أن "الشراكة الاستراتيجية العميقة بين روسيا والصين ومحاولاتهما المتبادلة تقويض وإعادة تشكيل النظام الدولى القائم على القواعد، تسبب قلقا عميقا"، وكانت كل من بكين وموسكو فى قمة منظمة "شنغهاى للتعاون" التى عقدت بكازاخستان فى يوليو الحالى عن رغبتهما فى تغيير النظام الدولى الحالى القائم على الأحادية القطبية الأمريكية ويتبنى القيم والمبادئ الديمقراطية الغربية إلى نظام متعدد الأقطاب يكونان أحد أطرافه، وهو ما اعترضت عليه بكين، وأعلنت وزارة الدفاع الصينية فى 13 يوليو 2014 بدء مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا باسم "البحر المشترك 2024" على سواحل مدينة "تشانجيانغ" بمقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين، وأوضحت بكين أن المناورات تهدف "لإظهار تصميم وقدرات الجانبين على التصدى بشكل مشترك للتهديدات الأمنية البحرية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين والإقليميين"، وقد تحفظت اليابان على تلك المناورات لأنها تجرى بالقرب من أراضيها.

*دلالات جيوسياسية:

من خلال القراءة التحليلية للبيان الختامى لقمة الناتو بواشنطن يمكن أن نستنتج منها ما يلى:

مخاوف اندلاع مواجهة مباشرة مع روسيا: كرست نتائج قمة حلف "الناتو" وردود الفعل الروسية عليها المخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين الحلف وروسيا على الأراضى الأوكرانية أو بإحدى دول شرق أوروبا (دول البلطيق، بولندا) رغم كونه احتمالا بعيدا، فقد أعلن الكرملين أن "موسكو ستتخذ جميع الخطوات منسقة ومدروسة، سوف تتخذها موسكو فى إطار سياسة ردع الحلف"، وأوضح المتحدث باسم الكرملين "ديميترى بيسكوف" أن البيان الختامى للحلف يؤكد "أنه يمثل أداة للمواجهة" ويمثل "تهديدا خطيرا للغاية للأمن القومى لبلدنا، ويستوجب ردا منسقا وفعالا لردعه"، وحذر من "وجود البنية التحتية للحلف على الحدود الروسية"، وجدد رفض بلاده لانضمام أوكرانيا إلى الحلف ووصفه بأنه "تهديد وجودى لا يمكن لروسيا أن تقبله أو تتعايش معه"، ما ينذر بتصعيد عسكرى على الأراضى الأوكرانية حال قرر الحلف ضم كييف إليه، وربما تتم مواجهات عسكرية مباشرة بين القوات الروسية وقوات أوروبية أو أمريكية تابعة للحلف، كما لوحت موسكو بأنها سوف "ترد عسكريا على النشر المقرر لأسلحة أمريكية بعيدة المدى بألمانيا" وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة ويمثل تهديدا للأمن القومى الروسى.

لا تقتصر التحفظات الروسية على الدعم العسكرى لكييف بل إن القمة هى الأولى التى تحضرها دولتا شمال أوروبا (فنلندا والسويد) وهما اللتان انضمتا إلى الحلف بعد الحرب الأوكرانية خشية التهديد الروسى لهما، وتعهدت موسكو بالرد على ذلك، كما تتحفظ موسكو على مشاركة أرمينيا ودول شرق أوروبا (مولدوفا، وجورجيا، والبوسنة والهرسك) بالقمة حيث تمت دعوتها لتأكيد دعم "الناتو" لها ضد أى تهديدات روسية مستقبلية لها، ما سيؤدى إلى تعزيز النفوذ الأمريكى بالقوقاز وشرق أوروبا الذى يطلق عليه "الفناء الخلفى لروسيا".

- عسكرة الحلف "للإندو-باسيفيك": عقد باليوم الثالث للقمة اجتماع بين أعضاء "الناتو" وشركائه الاستراتيجيين (اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا ونيوزيلندا) لبحث التحديات الأمنية فى منطقة المحيطين الهادى والهندى التى تتصاعد أهميتها الجيوسياسية دوليا؛ حيث تمر (40%) من التجارة الأوروبية عبرها، وتسعى الصين لبسط نفوذها السياسى ووجودها الاقتصادى والعسكرى بها. جدير بالذكر، أن رئيس الوزراء اليابانى "فوميو كيشيدا" قد قام بزيارة ألمانيا غداة القمة وعقد اجتماعا مع مستشارها "أولاف شولتس"، وأكدا خلاله تعزيز التعاون الأمنى بالمنطقة.

- ارتباط الحلف بالأمن الإقليمى الآسيوى: بيان قمة "الناتو" بواشنطن يجعل الحلف طرفا فى معادلة الأمن الإقليمى الآسيوى فى أكثر من ملف حيث إنه أكد دعمه لدول الرباعى لمواجهة التهديدات بالهندوباسيفيك، كما جدد دعمه لكوريا الجنوبية فى مواجهة جارتها الشمالية، ووقعت سيول وواشنطن على وثيقة "المبادئ التوجيهية" لإنشاء نظام متكامل للردع الموسع لشبه الجزيرة الكورية لمواجهة التهديدات النووية والعسكرية من بيونج يانج وهو ما انتقدته الأخيرة، كما حضر القمة رئيس الوزراء اليابانى "فوميو كيشيدا"، وأشار إلى قلق بلاده البالغ من جراء التعاون العسكرى العميق بين كوريا الشمالية وروسيا، وذلك بعد زيارة "بوتين" لبيونج يانج وتوقيعه اتفاقا عسكريا معها فى مايو الماضى، بدورها انتقدت كوريا الشمالية بيان قمة الحلف لأنه اتهمها بالدعم العسكرى لروسيا فى حربها ضد أوكرانيا وكذلك تحفظت على التحالفات الأمريكية مع الدول الآسيوية، كما أن الحلف سيعزز وجوده العسكرى بجنوب شرق آسيا و"الهندوباسيفيك" ما سيثير حفيظة الصين، الأمر الذى سينعكس سلبا على التفاعلات الاقتصادية والسياسية بين بكين من جهة والدول الأوروبية وواشنطن من جهة أخرى.

*رؤية مستقبلية:

أعلن الرئيس الأمريكى "جون بايدن" مساء يوم 21 يوليو 2024 انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نوفمبر 2024، ما يعزز فرص منافسه المرشح الجمهورى "دونالد ترامب" فى الفوز بالانتخابات، ويطرح تساؤلات حول موقفه من الدعم الأمريكى لحلف "الناتو" حال وصوله إلى البيت الأبيض مرة أخرى فى مطلع 2025، لاسيما بعد إعلانه خلال حملته الانتخابية "أنه حال فوزه بالانتخابات لن يدافع عن دول حلف الناتو أمام أى تهديد محتمل من روسيا، إذا لم يدفع الحلفاء مساهمات الدفاع الجماعى، وسيشجع روسيا على فعل ما تريد"، ويمكن توضيح موقف "ترامب" من الحلف كما يلى:

- السيناريو الأول.. استمرار الدعم الأمريكى للحلف: رجح الأمين العام للحلف "ينس ستولتنبرج" أن "واشنطن ستستمر حليفا قويا وثابتا للناتو بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة"، وعلل ذلك بثلاثة مبررات هى (الحلف يقدم لواشنطن 30 حليفا عسكريا وهذا لا يتوفر لبكين وموسكو، والحزبان الأمريكيان الرئيسيان الجمهورى والديمقراطى يدعمان الحلف على حد سواء، والانتقادات الرئيسية التى وجهها "ترامب" كانت لأعضاء الحلف الذين لا يلتزمون بنسبة الإنفاق الدفاعى وليس للحلف نفسه)، وهذا السيناريو يرجحه عدد من المراقبين؛ حيث إن "ترامب" طالما اعترض على تحمل بلاده أكثر من (70%) من الإنفاق الدفاعى للحلف، ولذا فإنه لن ينسحب من الحلف خاصة أنه لم يصرح بذلك مباشرة، وسيحافظ على الدور الأمريكى به، وسيعمل على التزام جميع الأعضاء بتخصيص (2%) من الناتج القومى الإجمالى لهم فى الانفاق الدفاعى.

- السيناريو الثانى..إعادة هيكلة "ترامب" للحلف: بقاء الولايات المتحدة الأمريكية فى حلف "الناتو" سيمكن  "ترامب" حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة من تنفيذ رؤيته لحلف "الناتو" وإحداث هيكلة فى بنيته؛ حيث إنه يعتزم تقليل الإنفاق الدفاعى الأمريكى بالحلف وتقليله إلى الحد الأدنى فى مقابل حث الدول الأوروبية على تحمل التكلفة المادية للدعم العسكرى الأمريكى لها، مع الحفاظ على "المظلة النووية الامريكية" على الدول الأوروبية، والحفاظ على القواعد العسكرية الجوية والبحرية الأمريكية بأوروبا، وتقديم الدعم العسكرى الأمريكى لأوروبا فى الأزمات الأمنية فقط، كما يعتزم "ترمب" حال فوزه تقليص تبادل المعلومات الاستخبارية مع دول الحلف.

- السيناريو الثالث.. الانسحاب الأمريكى من الحلف: ربما سيكون محتملا حال فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؛ لأنه يؤدى إلى سياسة "العزلة" الأمريكية وحل القضايا الداخلية، ولكنه يبدو  سيناريو مستبعدا للغاية حيث هناك عقبات أمام تنفيذه، منها القوانين الصادرة عن الكونجرس الأمريكى التى تعرقل قرار أى رئيس للبلاد الانسحاب من "الناتو"، كما أن "ترامب" نفسه قد تراجع عن موقفه ورهنه برفع مشاركة الدول الأوروبية فى موازنات الحلف الدفاعية، كما يمكن "لترامب" تقليص النشاط العسكرى الأمريكى داخل الحلف والضغط على الدول الأعضاء لزيادة إنفاقها العسكرى، ومن جهة أخرى حال نفذ هذا السيناريو فربما يتفكك حلف "الناتو" ككل نظرا لاعتماده الاستراتيجى على واشنطن وقدرتها العسكرية والاقتصادية.

خلاصة القول: إن قمة حلف الناتو الـ75 بواشنطن نجحت فى تحديد التهديدات المستقبلية للحلف الذى عليه معالجتها للحفاظ على استمراره وبقائه لاسيما حال فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية المقبلة، فرغم تعهده بإنهاء أكبر أزمة أمنية تواجه الحلف منذ نهاية الحرب الباردة وهى الحرب الأوكرانية سلميا، فإن فوزه سيمثل تحديا جديدا للحلف عليه مواجهته، بالإضافة إلى تنافس الحلف مع روسيا والصين على تقاسم النفوذ الدولى.

*المصادر:

1-FACT SHEET: The 2024 NATO JULY 10, 2024, Summit in Washington

https://www.whitehouse.gov/briefing-room/statements-releases/2024/07/10/fact-sheet-the-2024-nato-summit-in-washington

2-John Sitilides.An External Agenda for the NATO Summit, July 5, 2024

https://www.fpri.org/article/2024/07/an-external-agenda-for-the-nato-summit

3- NATO’s Fast Approaching “Moment of Truth” on UkraineSaraBjergMollerJune 27, 2024

https://www.fpri.org/article/2024/06/natos-fast-approaching-moment-of-truth-on-ukraine?/

4-Walter Landgraf .Anticipating NATO’s Next Moves at the Washington Summit, July3, 2024

https://www.fpri.org/article/2024/07/anticipating-natos-next-moves-at-the-washington-summit

5-Nikolas K. Gvosdev.After 75? Wither NATO?,June21, 2024

https://www.fpri.org/article/2024/06/after-75-wither-nato

طباعة

    تعريف الكاتب

    د. منى سليمان

    د. منى سليمان

    باحث أول ومحاضر فى العلوم السياسية