تحليلات

محددات وسيناريوهات اليوم التالى للحرب على غزة

طباعة

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها التاسع دون تحقيق الأهداف الإسرائيلية التى تم إعلانها فى بداية هذه الحرب وهى "تحرير الرهائن والقضاء على حماس"، ظهر تغير ملحوظ فى المواقف الدولية تجاه حكومة نتنياهو فى محاولة لإجبارها على وقف عملياتها العسكرية على قطاع غزة. ومع اشتداد الوضع الإنسانى الكارثى من جراء هذه الحرب ترفض حكومة نتنياهو الانصياع للمطالب الدولية الداعية لوقف فورى لإطلاق النار. وبالتوازى مع هذه الجهود، تتجه التساؤلات فى الوقت الحالى نحو سيناريوهات اليوم التالى للحرب على غزة، وفى هذا الإطار يمكن الوقوف حول أهم هذه السيناريوهات.

عوامل ضاغطة لوقف الحرب:

(1)الانتخابات الرئاسية الأمريكية: شهدت جامعات أمريكية معروفة صدامات بين المؤيدين والرافضين للسياسات الأمريكية تجاه حرب غزة، ووصل الأمر إلى التحريض ضد رؤساء جامعات وأساتذة بارزين فى عدد من الجامعات بهدف ترهيبهم، وهو ما أعاد إلى الأذهان حوادث شائنة فى التاريخ الأمريكى، مثل المكارثية التى مورست ضد أصحاب الأفكار الاشتراكية فى أثناء سنوات الحرب الباردة؛ حيث يعد خبراء ومفكرون تلك الممارسات بمنزلة بدء مرحلة مظلمة فى التاريخ الأمريكى وهو ما سوف يزيد من الشقاق والرفض للسياسات الأمريكية المؤيدة للحكومات الإسرائيلية المتطرفة التى تسببت فى تراجع صورة الولايات المتحدة عالميًّا.(1)
يحاول "بايدن" احتواء التأثير السلبى لدعم إدارته لإسرائيل حتى لا يؤثِّر ذلك فى فرصه الانتخابية فى الانتخابات الرئاسية القادمة والمقرر عقدها 5 نوفمبر 2024(2)، ومن خلال الضغط فى الغرف المغلقة على الحكومة الإسرائيلية لتغيير منهج عمليتها فى قطاع غزة والتوقف عن استهداف السكان المدنيين العزَّل، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لا تنظر إلى المطالب الأمريكية بعين الحسبان لأنها تعد أن أى تنازل بشأن استهداف حركة حماس والقضاء على قاداتها سيُفسر على أنه تسليم من جانب إسرائيل بالمطالب الفلسطينية وهزيمة للسقف المرتفع الذى وضعته إسرائيل للحرب على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر(3).

(2)الجنائية الدولية: نظرتمحكمة العدل الدولية بعد الدعوى التى قدمتها جنوب إفريقيا فى 29 ديسمبر 2023، ضد إسرائيل فى  ارتكاب جرائم حرب فى قطاع غزة، وبناءً عليه طالبت إسرائيل بالوقف الفورى لعمليتها العسكرية فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلة إن الوضع الإنسانى هناك "كارثى" ومن المتوقع أن "يتفاقم أكثر".

 تعد محكمة العدل الدولية من الأوراق القوية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الحرب، وعلى الرغم من تشكيك بعض الخبراء المختصين فى القانون الدولى بفاعلية هكذا قرارات لوقف الحرب، فإنها على المستوى الدولى سيكون لها تأثير مباشر فى الدول الموقعة على اتفاق روما الخاص بالجنائية الدولية، ومن ثم سيجبر تلك الدول الموقعة على هذه الاتفاقية على تنفيذ قرار اعتقال نتنياهو حال إصداره، وذلك فور وجوده على أراضى تلك الدول مثل ألمانيا حيث عبر عن موقفها المتحدث باسم المستشار الألمانى "أولاف شولتس" بأن برلين ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه(4).

(3)ضغوط أوروبية: تحاول دول أوروبية عدة ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب فى قطاع غزة وذلك من خلال مراجعة بعض الاتفاقات الموقعة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل مثل "اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبى التى دخلت حيز التنفيذ عام 2000.

(4)فى هذا السياق  يعتزم وزراء خارجية التكتل الأوروبى دعوة مجلس الشراكة مع إسرائيل للانعقاد لمناقشة امتثالها لالتزاماتها فى مجال حقوق الإنسان بموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل والمعروف باسم "اتفاقية الشراكة"(5).

أوضح جوزيف بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى، أن إسرائيل لم تلتزم بقرار محكمة العدل الدولية بوقف الأنشطة العسكرية فى قطاع غزة، مشيرا إلى أن اجتماع مجلس الشراكة مع إسرائيل سيناقش مدى التزام إسرائيل باحترام حقوق الإنسان على حلفية العدوان على قطاع غزة"(6).

فى ضوء احتدام الضغط الأوروبى على إسرائيل سياسيا، قامت العديد من الدول الأوروبية بالاعتراف رسميا بفلسطين وهى النرويج وأيرلندا وإسبانيا. وكانت الدول الأوروبية الثلاث قد أعلنت هذه الخطوة فى وقت واحد الأسبوع الماضى، حيث قال قادتها إنهم يأملون فى انضمام دول أخرى إلى هذه المبادرة(7).

(5) خلافات مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية: تتصاعد حدة الخلافات السياسية داخل حكومة نتنياهو بشأن وقف الحرب فى قطاع غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وبات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مواجهة مع معظم المكونات الداخلية؛ إذ يحاصره الرفض الشعبى من جهة، فيما تتفاقم الخلافات بينه وبين المعارضة من جهة أخرى.وفى آخر بوادر هذه الخلافات "خطة الإطاحة بحكومة نتنياهو"، ففى خطوة متوقعة أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنه اتفق مع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفغدور ليبرمان، وعضو حزب "الوحدة الوطنية" جلعون ساعر على خطة عمل لاستبدال حكومة نتنياهو(8).

كان لابيد قد طالب سابقًا باستقالة نتنياهو خصوصًا بعد الهجوم الإيرانى الشهر الماضى، وقال إن زعماء أحزاب المعارضة يتوقعون استقالة بنى غانتس من حكومة الحرب والانضمام إليهم، وفقًا لما نقلته صحيفة "هآرت  ."ويعود تفاؤل المعارضة بانسحاب الوزير فى مجلس الحرب إلى تهديد غانتس رفقة الوزيرغادى آيزنكوت، وإعطاء نتنياهو حتى الثامن من الشهر المقبل، مهلة للاستجابة لعدة مطالب، من بينها وضع خطة لإعادة الأسرى من غزة، وإنشاء آلية حكم مدنية فى القطاع، إضافة إلى تبنى إطار للخدمة العسكرية والمدنية يشمل "الحريديم"، بحسب القناة 13 الإسرائيلية(9).

مع تضافر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار فى غزة، يثار العديد من التساؤلات حول سيناريوهات اليوم التالى لغزة، وإرساء الاستقرار فى القطاع، وعلى الرغم من مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيلبضرورة وضع خطة حول من سيدير قطاع غزة بعد الحرب، ورفضها سيطرة إسرائيل على القطاع وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكى(10) "أنتونى بلينكن"، فى 24 فبراير 2024، حول رفض الولايات المتحدة أى "احتلال جديد" لغزة بعد انتهاء الحرب، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى "نتانياهو" يرفض تسليم قطاع غزة للسلطة أو لحماس.

ومن ثم يمكن عرض بعض السيناريوهات وفقُا للمعطيات والمحددات الحالية فى غزة وذلك وفقًا لما يلى:

سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع:

أبدى نتنياهو رغبته تسليم القطاع لحكومة مدنية تعمل تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، ولكن تحقيق ذلك مستبعد، لأنه قد لا يقبل أحد من أعضاء المجتمع المدنى من قيادات محلية ورجال أعمال التعاون مع احتلال شن حرب مدمرة على غزة(11).

كما أشار تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن المسئولين الإسرائيليين وضعوا سيناريو مؤقتًا لمستقبل القطاع يتضمن اضطلاع إسرائيل بحفظ الأمن، وتولى مسئولية الشئون المدنية فى غزة، مبرهنًا على ذلك بأن ثمة خططًا لدى السلطات الإسرائيلية لنقل بعض أعضاء "وحدة تنسيق أعمال الحكومة"، وهى الوحدة المسئولة عن الشئون المدنية فى الضفة الغربية للقيام ببعض المهام المؤقتة فى قطاع غزة(12).

يبدو فى الوقت الحالى أن هذا الخيار مستبعد وفقًا للمعطيات الحالية وليس فقط فى ظل المعارضة الإقليمية من بعض الدول العربية، لأى حكم عسكرى إسرائيلى على القطاع وإنما أيضًا لأى حكم خارجى سواء إقليمى أو دولى.

ووفقا لمنشور الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان" وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة فى منصة "إكس" للتواصل الاجتماعى "أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لا يتمتع بأى صفة شرعية تخوله اتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الانجرار خلف أى مخطط يرمى لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلى فى قطاع غزة"(13).

 وعلى الجانب الآخر، فقد عارضت الولايات المتحدة الأمريكية أى دور مستقبلى لإسرائيل فى قطاع غزة.

حكومة وحدة وطنية فى الضفة وغزة:

أبدت حركة حماس المرونة فى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة الذى أكده رئيس المكتب السياسى لحركة حماس "إسماعيل هنية" فى خطاب مُتلفز فى 1 نوفمبر 2023،ولفت فيه إلى أن الحركة أكدت لكل الأطراف "الانفتاح على تكوين حكومة وحدة وطنية للضفة والقطاع، والعمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت، وفى مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير"(14).

من المتوقع أن ينفصل الجناح السياسى لـ"حماس" عن جناحها العسكرى، ويدخل الأول فى "منظمة التحرير الفلسطينية"، ويتم فى مرحلة لاحقة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عاجلة فى الضفة وقطاع غزة(15).

فى هذا الإطار فى حالة إجراء هذه الانتخابات يمكن أن تحقق حماس فى هذه الانتخابات فوزًا كبيرًا نظرًا لتنامى شعبية حماس فى الضفة وقطاع غزة، بعد طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، ففى تقرير لصحيفة بلومبيرج الأمريكية،نُشر فى ديسمبر 2023، قالت فيه "إن الأحداث التى شهدتها الأسابيع الثمانية الماضية عززت مكانة حماس وأضعفت إدارة عباس "الأكثر اعتدالا".ونقلت الصحيفة عن الوزير الفلسطينى السابق غسان الخطيب، الذى يشغل اليوم محاضرا فى جامعة بيرزيت، قوله إن "حماس فى الضفة الغربية أصبحت أكثر شعبية وأكثر أهمية وقوة، وفى المقابل السلطة الفلسطينية أصبحت أكثر تهميشا وأقل شعبية"(16).
يعد هذا السيناريو هو أحد أكثر السيناريوهات ترجيحًا فى الوقت الحالىنظرًا للمعطيات السياسية الحالية إقليميا ودوليا ونظرا لجاهزية حكومة رام الله فى الإقدام على التغيير وهو ما دعمه رئيس الوزراء الفلسطينىالسابق محمد أشتيه الذى قدم استقالته يوم 1 إبريل 2024، قائلا: إن المرحلة القادمة لها تحدياتها وتحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة.وتسلّم رئيس الوزراء الفلسطينىالجديد محمد مصطفى مهامه رسميا(17).

تشكيل قوات دولية :

يبدو أن هذا هو السيناريو الثانى المرجح فى حالة فشل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل حركة فتح وحماس، فقد يتم تشكيل قوات دولية بالتعاون مع حلف الناتو أو هيئة دولية أخرى، وذلك بالتوافق مع تركيا، حيث ليس من المستبعد أن تكون زيارة وزير الخارجية الأمريكية بلينكن لتركيا(18)، فى فبراير 2024، لها علاقة بهذا الصدد، كون تركيا تُعد من الدول الكبرى المشتركة فى حلف الناتو، ومعروفة بعلاقتها الإيجابية مع الفلسطينيين. قد تلقى هذه القوات قبولا فى الداخل الفلسطينى وإقليميا فى حال اقتصر دورها على حفظ الأمن فقط، وتسهيل المساعدات الإنسانية للسكان، والإشراف على إعادة إعمار القطاع، لحين تسليم إدارته إلى لجنة وطنية قد تكون مهمتها التواصل مع السلطة الفلسطينية لتسليمها القطاع بشكل تدريجى، أو العمل على الإعداد لمرحلة جديدة من الانتخابات البرلمانية والرئاسيةالفلسطينية(19).

ختاما:

يستند مُحدد اليوم التالى للحرب على الوقف التام لإطلاق النار فى قطاع غزة ومن ثم انسحاب القوات الإسرائيلية، تمهيدا لخطوة تسليم باقى المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس. ويبدو أن هذا البُعد مع صعوبة تحقيقه فى الوقت الحالى حتى مع المحاولات الإقليمية من الوسطاء سواء فى القاهرة أو الدوحة لتنفيذه، أو دوليا من قبل واشنطن أو الاتحاد الأوروبى، إلا أن الخلاف السياسي بين مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية والاحتجاجات التى تشهدها إسرائيل من قبل أهالى المحتجزين، تنذر بعملية إقصاء نتنياهو من المشهد السياسى، ومن ثم ربما تصبح هناك مرونة فى الموقف الإسرائيلى للانخراط أكثر فى المفاوضات لإنهاء هذه الحرب لاسترجاع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

المراجع:

(1) عزت إبراهيم، الصراع الداخلى فى الولايات المتحدة الأمريكية 2024، مجلس المعلومات واتخاذ القرار، مجلس الوزراء المصرى، تاريخ النشر 3 إبريل 2024، الرابط https://bit.ly/3WVS4nD

(2) الانتخابت الرئاسية الأمريكية دليل مبسط لمختلف مراحلها، بى بى سى عربى، تاريخ النشر 24 يناير 2024، الرابط https://bit.ly/4aHmP31

(3) المصدر السابق.

(4) ألمانيا ستعتقل نتنياهو، روسيا اليوم، تاريخ النشر 24 مايو 2024، الرابط  https://bit.ly/453Q92v

(5) اتفاقية الشراكة خطوة أوروبية جديدة للضغط على إسرائيل، بوابة الأهرام المصرية، تاريخ النشر 29 مايو 2024،  الرابط  https://bit.ly/3KlorEF

(6) المصدر السابق.

(7) إجراءات إعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين، دى دبليو عربية، تاريخ النشر 28 مايو 2024، الرابط https://bit.ly/3R6zYeW

(8) اشتداد الخلافات داخل الحكمة الإسرائيلية، تليفزيون العربى، تاريخ النشر 30 مايو 2024. الرابط https://cuts.top/H7Ty

(9) المصدر السابق.

(10) الولايات المتحدة ترفض أى احتلال جديد لقطاع غزة، بى بى سى عربى، تارخ النشر 24 فبراير 2024، الرابط  https://bbc.in/3X3r6KY

(11) رهام عودة، أربعة سيناريوهات لليوم التالى فى غزة، مؤسسة كارينغى للسلام الدولى، تاريخ النشر 6 فبراير 2024، الرابط https://bit.ly/3x6aAPs

(12) أسماء رفاعى، سيناريوهات اليوم التالى للحرب فى غزة، مركز المعلومات واتخاذ القرار، مجلس الوزراء المصري، تاريخ النشر 13 مارس 2024، مجلة آفاق مستقبلية العدد 4، الرابط  https://bit.ly/459eVOI

(13) الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو، صحيفة الشرق الأوسط، 29 مايو 2024، الرابط https://n9.cl/bzw25

(14) هنية: منفتحون على حكومة وحدة وطنية، الشرق للأخبار، تاريخ النشر 2 يناير 2024، الرابط https://bit.ly/3VmTlTD

(15) عبد الله الجديح، اليوم التالى للحرب فى غزة، المجلة، 16 مارس 2024، الرابط https://bit.ly/4bPQWGw

(16) بلومبرغ؛ شعبية حماس تتجذر فى الضفة، المركز الفلسطينى للإعلام، 1 ديسمبر 2023، الرابط https://bit.ly/3R4ZPDP

(17) من هو محمد مصطفى الذى تسلم مهامه رسميا رئيسا لحكومة فلسطين، بى بى سى عربى، 1 إبريل 2024، الرابط https://bbc.in/3wX09xM

(18) اجتماع الوزير بلينكن بالرئيس التركى أردوغان، وزارة الخارجية الأمريكية، 6 يناير 2024،  الرابط https://n9.cl/g52y2

(19) المصدر السابق.

طباعة

    تعريف الكاتب

    محمد نبيل الغريب

    محمد نبيل الغريب

    باحث في العلوم السياسية