شهدت السياسة الكينية منذ منتصف أكتوبر الماضي (2011) تحولاً نوعياً في علاقاتها الخارجية، حيث أقدمت كينيا، للمرة الأولى منذ استقلال البلاد، على التدخل العسكرى فى الصومال، بدعوى القضاء على حركة شباب المجاهدين الصومالية. وتوجد دوافع عديدة وراء هذا التحول النوعى فى السياسة الكينية، كما تباينت ردود الأفعال الصادرة عن كافة الأطراف المتفاعلة مع هذا الحدث، سواء داخل الصومال أو على المستويين الإقليمى والدولى. ويحمل التدخل الكينى مخاطر جمة على الاستقرار السياسى والأمنى فى كل من الصومال وكينيا بصفة خاصة، وفى القرن الأفريقى بوجه عام. فالتدخلات الأجنبية الأخرى في الصومال قد أثبتت فشلا ذريعا، بما في ذلك التدخل الأمريكى، والتدخل الإثيوبي, ومن ثم فقد يكون من الأفضل للكينيين إنهاء المهمة بأسرع وقت والعودة إلى ممارسة دور دبلوماسي وسياسي لتسوية الأزمة الصومالية.