"مخاطر مباشرة": مستقبل السياسات الدفاعية فى العالم
د. محمد قدرى سعيد
يأتى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين بمراجعات استراتيجية، ونهاية لمشاريع إقليمية ودولية، استثمرت فيها القوى الكبرى على مستوى العالم ماديا وبشريا، إلى أن وصلت إلى مرحلة المراجعة وتقييم الحصاد. والآن، نستعد للولوج إلى حقبة زمنية جديدة تبشر بتغيرات دولية على مستوى القوى الكبرى والتجمعات الإقليمية البازغة.
فبداية، تزايد الإنفاق العسكرى على مستوى العالم، خلال عام 2011، دون التأثر بآثار الأزمة الاقتصادية، حيث بلغ ما يقرب من 1630 مليار دولار. كما جاء عام 2012 ليشهد الانسحاب العسكرى الأمريكى من العراق، ليدخل هذا البلد مرحلة جديدة من تاريخه وعلاقاته مع العالم والدول الإقليمية المحيطة به، خاصة دول الخليج، التى من المنتظر أن تتحول سياساتها الدفاعية من الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة والناتو، إلى تحمل جزء أكبر من العبء المالى الناتج عن التحولات السياسية والأمنية فى المنطقة، والتى ستحظى بها منطقة الربيع العربى.
فى الوقت نفسه، لا تزال كل من إيران وإسرائيل تمثلان عقبة أمام تحول الشرق الأوسط إلى منطقة سلام ورخاء. فالدولتان تعيشان خارج السرب الإقليمى والدولى، وتحدثان ضررا هائلا بمستقبل الإقليم ورخائه. كما أن العلاقات المصرية - الأمريكية، التى تتسم بأهمية خاصة، يجب أن تتكيف مع المتغيرات المستجدة على المستويات الإقليمية والدولية والداخلية، خاصة في ظل سيطرة أغلبية إسلامية على مجلس الشعب المصرى القادم ، وكذلك بعد عودة العسكريين المصريين المسيطرين على الحكم إلى ثكناتهم. وحتى الآن، لا يوجد يقين واضح بأن الثورة والانتخابات الناتجة عنها سوف تؤدى إلى ديمقراطية حقيقية فى وقت قصير، فضلا عن العديد من التحولات والمخاطر الأخرى.
