أضحى ما يسمى الجريمة المنظمة، اعتباراً من النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين، أحد مجالات الاهتمام الرئيسية للأمن غير التقليدي، بقدر ما تمثله هذه الظاهرة من تهديد لأمن البشر ورفاهيتهم وكرامتهم، فضلاً عن تهديدها لأمن الدول التي تنشط عبرها. ويبدأ هذا المقال بتحديد أبعاد هذه الظاهرة وخصائصها وأسبابها، محاولاً التمثيل لمدى حضورها في بعض الدول العربية الأكثر تعرضاً لها. ويبرز في هذا السياق ارتباط ظاهرتي الفساد والحرمان بكل من انتشار الجريمة المنظمة، من جهة، وتفجر الثورات العربية، من جهة أخرى، طارحاً رؤية استشرافية للتداعيات المحتملة لتلك الثورات على انتشار تلك الظاهرة في العالم العربي.