تعد العلاقات المصرية - الصينية أحد أبرز أنماط العلاقات البينية الجديرة بالدراسة والاهتمام، حيث تقدم نموذجا لتعاون الجنوب - الجنوب، أو نموذجا للعلاقات الصينية - العربية والإفريقية، كما تتسم بخصوصية تاريخية ومعاصرة، وذلك من منظور أنها حظيت بقدر كبير من الاستمرارية والثبات منذ بداية نشأتها في منتصف عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وهو ما تجلي بالأساس من خلال كثافة مضامين التفاعلات التعاونية علي مختلف المستويات، ولاسيما علي المستوي الاقتصادي. وقد شهدت هذه العلاقات نقلة نوعية حقيقية في إطار المرحلة التالية علي قيام ثورة 30 يونيو 2013، لاسيما مع وصول الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) إلي سدة الحكم في يونيو 2014.
استنادا لما سبق، تطرح إشكالية الدراسة تساؤلا رئيسيا مفاده: ما شكل ومضمون العلاقات المصرية - الصينية منذ انتهاء الحرب الباردة مع مطلع عقد التسعينيات من القرن العشرين؟، وللإجابة عن هذا التساؤل الرئيسي، طرحت الدراسة مجموعة من التساؤلات الفرعية المتمثلة في: ما هو مفهوم التعاون بين دول الجنوب - الجنوب؟، وما هي المحددات الداخلية والخارجية الحاكمة للعلاقات المصرية - الصينية؟، وما هي الأبعاد المختلفة للعلاقات المصرية - الصينية؟ وما هو مستقبل العلاقات المصرية - الصينية؟.