تمكنت عدة دول نامية، عقب نهاية الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق لعدة جمهوريات مستقلة، ورواج السوق السوداء لتجارة السلاح عالميا، وفشل سياسات الولايات المتحدة، وضعف فعالية منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المتخصصة في الحد من انتشار الأسلحة التقليدية، والأسلحة غير التقليدية، واندلاع كثير من أوجه التنافس والسباق بين الدول لحيازة وتوطين هذه الأسلحة -من زيادة قدراتها وإمكاناتها العسكرية، والتحول من مستورد كامل لجميع أنواع عتاد التسليح، إلي استيراد الأسلحة والمعدات العسكرية التي يستعصي عليها تصنيعها محليا، وبالتالي تخفيض مخصصات الإنفاق علي شراء الأسلحة من الخارج.
وعلي الرغم من أن الحالة الكورية الشمالية تعد من أبرز الدول النامية التي تمكنت من دخول نادي الدول المصنعة للأسلحة التقليدية والأسلحة غير التقليدية، فإنها لم تحظ بالقدر الكافي واللازم من اهتمام وعناية الباحثين المصريين والعرب لدراستها وتقديم بعض الدروس المفيدة لصانعي القرار فيما يتعلق بزيادة القدرات والإمكانات العسكرية لدولهم. لذا، تتجلي أهمية الدراسة في التركيز علي السياسة العسكرية لكوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق بخططها المتعلقة بتطوير الصواريخ الباليستية، بعدّها تشكل تحديا للدول المحيطة مثل كوريا الجنوبية واليابان، أو للدول الكبري، وبصفة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، رغم الضغوط التي تتعرض لها، علاوة علي نجاحها في الانضمام لنادي الدول النووية، وحيازة الأسلحة النووية الكافية واللازمة لردع التهديدات الإقليمية والدولية الموجهة لها.