يعد صعود الميليشيات المسلحة أحد أبرز التحولات البارزة في إقليم الشرق الأوسط، لاسيما بعد أن ورّثت الصراعات الداخلية الثورات الشعبية في عدد من الدول، مثل ليبيا، واليمن، وسوريا، فضلا عن قدرة تلك الميليشيات علي ملء فراغات السلطة في دول، مثل العراق ولبنان، لدرجة أن هناك اتجاها في الأدبيات يشير إلي "ربيع الميليشيات". فلم تعد الجيوش الوطنية المحتكر الشرعي الوحيد للقوة العسكرية في دول الإقليم بعد تعاظم تأثير العناصر المسلحة غير النظامية، والتي تتمثل في بقايا أو كتل رئيسية من الجيوش النظامية، والكتائب المناطقية، والجماعات الطائفية، والأجنحة العسكرية، والتشكيلات الشعبية، والفيالق الثورية، والتنظيمات العشائرية، فيما يشبه الجيوش الموازية، أو "جيوش قطاع خاص" بالشرق الأوسط(1).