نظمت مجلة السياسة الدولية، بالتعاون مع قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية في مصر، ندوة لمناقشة ملف المجلة بعددها الصادر في يناير ٢٠١٩ حول "أمريكا الترامبية"، تحت عنوان " تداعيات سياسة الإدارة الأمريكية الراهنة داخليا وخارجيا بعد عامين من ولاية الرئيس دونالد ترامب"، يوم الأحد الموافق 3 مارس 2019 بمقر الجامعة بمدينة الشروق.
وقد سبق بداية فاعلية الندوة افتتاح معرض مجلة السياسة الدولية في الجامعة البريطانية بحضور الأستاذ/ عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والأستاذ/ أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، وعدد من أعضاء مجلس التحرير بالمجلة، والأستاذة الدكتورة ودودة بدران، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإدارة الأعمال بالجامعة البريطانية، والأستاذة الدكتورة أماني إسماعيل، رئيس قسم العلوم السياسية بالكلية. ويقدم المعرض تخفيضات لطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة على أعداد المجلة بنسب مختلفة.
وقد شارك في الندوة كل من الأستاذ/ عزت إبراهيم، رئيس تحرير جريدة الأهرام ويكلى، مراسل الأهرام السابق في واشنطن، والدكتور/ نيكولاس نيكولاكاكيس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، والسفير/ محمد أنيس سالم، منسق مجموعة عمل المنظمات الإقليمية والدولية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، والدكتورة/ نــورا مــاهـر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، والدكتور/ جمال سليم، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر، والأستاذة الدكتورة/ أماني مسعود، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية في مصر.
وقد أشادت الدكتورة/ ودودة بدران، خلال كلمتها بافتتاح الندوة، بأهمية مجلة السياسة الدولية للباحثين في الشئون الدولية، لما تقدمه من تحليلات للتطورات العالمية، ولأنها مرجع مهم لا يمكن الاستغناء عنه في كتابة الأبحاث والدراسات العلمية، فضلا عن أهميتها لأعضاء هيئة التدريس، لأن النشر فيها من متطلبات الترقيات الأكاديمية.
من جانبه، أكد الأستاذ/ أحمد ناجي قمحة أهمية التعاون الأكاديمي مع الجامعة البريطانية، وتعهد باستمرار هذا التعاون، وتقديم المجلة برامج تدريبية لطلاب الجامعة على أسس الكتابة للمجلات العلمية، وأسس البحث العلمي.
وتحدث الأستاذ/ عزت إبراهيم، والدكتور/ نيكولاكاكيس عن تأثير انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي أجريت في نوفمبر الماضي فى السياسة الداخلية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلال كلمته، أشار الأستاذ/ عزت إلى حالة الفوضى التي تنتاب الإدارة الأمريكية مع استقالة العديد من أعضائها، لاسيما أولئك الذين كانوا يقومون سياسات الرئيس ترامب، خاصة تلك التي كان يتخذها بدون الرجوع إلى المسئولين بالإدارة الأمريكية، مما قوض من فاعلية السياسة الخارجية الأمريكية.
وتحدث الدكتور نيكولاكاكيس عن تزايد التيار المعارض للرئيس الأمريكي داخل الكونجرس، ولاسيما بعد تولي مشرعين معارضين لسياسات الرئيس رئاسة عدد من اللجان المهمة بمجلسي النواب والشيوخ، وهو الأمر الذي سيحد من قدرة ترامب على تنفيذ وعوده الانتخابية حيال الكثير من القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء، مما سيؤثر في التحليل الأخير فى فرص فوز الرئيس بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر من العام القادم.
وقد تطرق السفير/ أنيس، في كلمته، إلى دور الولايات المتحدة في حل الصراعات والأزمات التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط. ولتوضيح هذا الدور، تحدث عن تاريخ الدور الأمريكي في المنطقة، والعقيدة السياسية لرؤساء الولايات المتحدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه التحولات التي تشهدها المنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعن السياسة الخارجية الأمريكية للرئيس ترامب، أشار إلى تركيزه على تحقيق المصالح الأمريكية الاقتصادية انطلاقا من كونه رجل أعمال، وهو ما جعله يتخلى عن الثوابت التقليدية التي حكمت السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال العقود المنصرمة، ولذلك لا يرى أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي سيؤثر فى السياسة الأمريكية تجاه المنطقة بصفة عامة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، في ظل دافع الرئيس ترامب عن العلاقات الأمريكية-السعودية لكونها تحقق المصالح الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نورا عن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، والجهود الأمريكية لاحتواء النفوذ الإقليمي الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (٥+١) الذي تم التوصل إليه في منتصف يوليو ٢٠١٥، وكذلك الجهود الأمريكية لإدماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط أمنيا وسياسيا، وكيف أن السياسة الخارجية الأمريكية للرئيس ترامب منحازة لإسرائيل بصورة لم تحدث من قبل. وقد دللت على ذلك بقرار الرئيس ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. فعلى الرغم من صدور قانون من الكونجرس في ١٩٩٥ ينص على نقل السفارة إلى المدينة التاريخية، فإن الرؤساء الأمريكيين السابقين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي كانوا يؤجلون تنفيذ هذا القانون للحفاظ على الدور الأمريكي كوسيط نزيه في علمية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لكن الإدارة الحالية تنحاز إلى اليمين الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة، مما يشير إلى أن اتفاق السلام الأمريكي (صفقة القرن) المزمع الإعلان عنه سيكون منحازا للجانب الإسرائيلي، مع العمل على تصفية القضية الفلسطينية وملفاتها الرئيسية. وقد انعكس ذلك على وقف واشنطن تمويلها إلى المنظمات الأممية التي تقدم الدعم والمساعدة إلى الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وللسلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي إطار الحديث عن تأثير السياسة الخارجية للرئيس ترامب فى النظام الدولي، تحدث الدكتور جمال سليم عن طبيعة التنافس بين القوى الدولية عقب نهاية الحرب الباردة، وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على النظام الدولي، والتغيرات التي طرأت على قيادة واشنطن له، لاسيما مع تحولات يشهدها هيكل القوة في النظام الدولي لصعود القوى الآسيوية، خاصة الصين وروسيا، التي تسعى إلى منافسة الولايات المتحدة على قيادة النظام الدولي، وإحداث تغييرات فيه بما يخدم مصالحها ودورها الدولي. وتطرق إلى الرؤية الأمريكية لطبيعة صعود القوى الآسيوية، وكيف يشكل ذلك تهديدا للقيادة الأمريكية. ورأى أن السياسة الخارجية التي يتبناها الرئيس الأمريكي التي تنطلق من شعار "أمريكا أولا" كان لها كبير الأثر على الدور الأمريكي العالمي، وكذلك على تحولات القوة، ومستقبل الهيمنة الأمريكية، خاصة بعد تراجع السياسة الأمريكية عن "القيادة بالنموذج"، بعد تخلى الرئيس ترامب عن القيم والمبادئ التي أسست عليها الولايات المتحدة، والتي تجعلها النموذج المثالي للعالم الحر.
وفي النهاية، طرحت الدكتورة أماني مسعود تساؤلات حول أهمية استخدام منهج تحليل المضمون لفهم طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية من خلال خطابات الرئيس الأمريكي داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وبعد انتهاء الندوة، زار مجلس تحرير مجلة السياسة الدولية، برئاسة الأستاذ/ أحمد ناجي قمحة، مكتبة الجامعة البريطانية بالقاهرة للتعرف على الخدمات التي تقدمها للطلاب، ودورها في تشجيع البحث العلمي، والتحصيل الأكاديمي لطلاب الجامعة، ونظام البحث الإلكتروني الذي توفره الجامعة لأعضائها وطلابها.
وتمت زيارة مستشفى كلية طب الأسنان بالجامعة للتعرف على دورها في صقل مهارات الخريجين في التطبيق العملي لما تتم دراسته خلال المراحل الدراسية المختلفة، وكذلك الدور المجتمعي الذي تقوم به من خلال تقديم خدمات العلاج المجانية لغير القادرين في محيط الجامعة البريطانية بالقاهرة، وتدشينها قوافل طيبة في بعض المدن المصرية.