تقع القارة الآسيوية في قلب الجدل الدائر حول مستقبل النظام الدولي، ونمط توزيع القوي بداخله. وقد ذهبت العديد من الآراء إلي أن القرن الحادي والعشرين سيكون 'قرنا آسيويا' بامتياز، في ظل صعود قوي آسيوية كبري، مثل الصين والهند واليابان.
تقع الصين في قلب هذا الاهتمام العالمي، حيث تشير العديد من الدراسات في علم العلاقات الدولية إلي أنها في سبيلها لأن تكون اللاعب الدولي الأول. فقد تبوأت الصدارة الاقتصادية كأكبر مركز صناعي في العالم، وثاني أكبر اقتصاد عالمي من حيث الإنتاج. إلا أن هناك رأيا يؤكد أن الصين غير مؤهلة للعب مثل هذا الدور، ليس فقط لما يواجهه من مشاكل داخلية - مثل الفساد، والبطالة، والتفاوت الاقتصادي بين المناطق الداخلية والمناطق الساحلية، والنزعات الانفصالية في بعض المناطق - ولكن أيضا لأنها تواجه تحديات إقليمية ودولية، مثل التوتر الذي يشوب علاقاتها مع الولايات المتحدة، ومشكلة تايوان، والمنافسة اليابانية للمكانة الصينية، والقلق من العلاقة المتنامية بين الولايات المتحدة والهند.
لذلك، فإن الاختلاف وتضارب المصالح بين هذه القوي الآسيوية الصاعدة قد يلقي بظلال من الشك علي فرضية الصعود الآسيوي.
العلاقات الصينية - الهندية :
تعتبر الهند الصين جارا إقليميا، وربما صديقا، تعقد معه علاقات اقتصادية مثمرة جدا، لكنها في الوقت ذاته تمثل لها التحدي الاستراتيجي الأكبر. أما الصين، فتري أنه حتي الآن لم تتمكن الهند من منافستها استراتيجيا. لكن في حال تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، واستمرار التصاعد الهندي اقتصاديا، فإن النظرة الاستراتيجية للصين تجاه الهند قد تتغير.
وبينما تثق الصين في قدرتها علي البقاء في وضع استراتيجي أفضل من الهند، فإنها في الوقت نفسه قلقة من العلاقة المتنامية بين الهند والولايات المتحدة، خاصة أن الهند تبقي شريكا استراتيجيا متواضعا تجاريا للصين.