عقدت مجلة السياسة الدولية، بالتعاون مع جريدة الأهرام المسائي، يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من شهر فبراير الجاري، حلقة نقاشية حول تقييم العملية العسكرية "سيناء 2018". تأتى هذه الحلقة في إطار تعميق التعاون بين الجانبين، وتأكيدا على مساندة الدولة المصرية في مواجهتها للإرهاب في تلك المرحلة المهمة من تاريخ البلاد. وقد قدم لتلك الحلقة الأستاذ ماجد منير، رئيس تحرير الأهرام المسائي، وأدارها الأستاذ أحمد ناجى قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية. وقد شارك في الحلقة اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، واللواء خالد مطاوع، والعميد خالد عكاشة، الخبيران الأمنيان، والإعلامية الأستاذة أماني الخياط، والدكتورة شيماء الدمرداش، الخبيرة المتخصصة في الإعلام بمكتبة الإسكندرية.
كما شارك في الحلقة من مجلة السياسة الدولية الأستاذ أبو بكر الدسوقي، مستشار تحرير المجلة، والأستاذ أبو الفضل الإسناوي، والأستاذ على بكر، والدكتور خالد حنفي، مساعدو رئيس التحرير، والأستاذ عمرو عبد العاطي الباحث والمحرر بالمجلة، كذلك شارك الأستاذ محمد فارس الباحث في العلوم السياسية.
فى بداية الحوار، أكد الأستاذ ماجد منير أن العملية العسكرية هي أهم مرحلة تشهدها مصر في محاربة الإرهاب، وتمثل تطورا نوعيا في التعامل مع الإرهاب. ومن جانبه، أشار الأستاذ أحمد ناجى قمحة إلى أن هذه الحلقة تأتى لتقييم العمليات العسكرية في سيناء بهدف صياغة صوت داعم للدولة المصرية في وقت فقدت فيه ظهيراً إعلاميا يدعمها في أوقات الأزمات، كما تنبع أهمية هذه الحلقة من تنوع المتحدثين، حيث تضمنت آراء، واتجاهات فكرية وبحثية متنوعة.
تقييم العملية العسكرية:
أكد اللواء سمير فرج أهمية تلك الحلقة في ذلك التوقيت الذي تخوض فيه مصر حربا ضد الإرهاب من أجل اقتلاعه والقضاء عليه. وبداية، يجب تأكيد أن الإرهاب لم ينتصر على دولة من قبل. ففي بريطانيا مثلا، لم يتمكن الجيش الجمهوري الأيرلندي من الانتصار على الدولة رغم أنه مارس الإرهاب لما يقرب من 20 عاما وكذلك الباسك في إسبانيا، والألوية الحمراء في إيطاليا.
ورغم أن الإرهاب يستنفد موارد الدولة المصرية في مواجهته، إلا أن الدولة عازمة على القضاء عليه بشكل قوى. أما فيما يتعلق بتقييم العملية سيناء 2018، فإن العملية قد تم الإعداد لها بشكل جيد للغاية، حيث تم جمع معلومات مفصلة عن التنظيمات الإرهابية وعناصرها وأماكن اختبائها حتى تكون الضربات قاضية لهذه التنظيمات، خاصة أن هذه التنظيمات كانت في حاجة إلى شن عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة من أجل رفع الروح المعنوية للإرهابيين وتشويه صورة الدولة المصرية.
وبناء على المعلومات الدقيقة التي تم جمعها، تم وضع خطة المواجهة حتى تستقر الأوضاع أمنيا داخل البلاد خاصة قبل الشروع في العملية الانتخابية. وبشكل عام، يمكن القول إن العمليات تسير بشكل جيد وتحقق إنجازات كبيرة على الأرض، من أهمها ضبط المركز الإعلامي للإرهابيين في سيناء، والذى يحوى كنزا من المعلومات عن العناصر الإرهابية ومصادر تمويلها ومعاقلها، كما أنه يحوى المواد الإعلامية المفبركة التي كان ينشرها التنظيم. يضاف إلى ذلك أن العملية العسكرية تمكنت من القضاء على العديد من العناصر الإرهابية خاصة أنها كانت ترتكز على تدمير البؤر الإرهابية لمنع خروج هذه العناصر أو دخول عناصر جديدة تساندها في العمليات الإرهابية.
أما بالنسبة للعملية على الحدود الغربية، فيشير اللواء فرج إلى أـنها تسير بشكل جيد رغم صعوبة تلك المنطقة، حيت تمكنت القوات من ضبط الحدود بشكل كبير لمنع تسلل العناصر الإرهابية من ليبيا إلى داخل مصر لاسيما وأن هناك بعض المجموعات الإرهابية داخل ليبيا تدعم وتساند العناصر الإرهابية في مصر. من جهة أخرى، فإن مصر تسعى جاهدة إلى استقلال الأوضاع في ليبيا من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية المنتشرة بشكل كبير داخل البلاد، حتى يتسنى لها قطع الإمدادات الخارجية للتنظيمات الإرهابية في سيناء.
وفي هذه الفترة، تشهد مصر تحديا جديدا يتمثل في التحرش التركي بمصر في البحر المتوسط، وهنا يجب تأكيد أنه يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي أنه قام بترسيم الحدود البحرية نظرا لأهمية الغاز بالنسبة لمصر، لأنه يمثل مستقبل مصر الاقتصادي خلال السنوات القادمة.
وبشكل عام، يمكن القول إن العملية العسكرية سيناء 2018 ناجحة بشكل كبير وحققت أهدافها، وإن هذه العملية تمثل البداية لاستراتيجية كبيرة وشاملة لمواجهة الإرهاب داخليا وخارجيا خلال السنوات القادمة حتى تتمتع مصر بالأمن والاستقرار.
قراءة فى بيانات المتحدث العسكري:
تطرق اللواء خالد مطاوع خلال حديثه إلى ما وراء الإحصاءات التي تضمنتها البيانات العشرة للمتحدث العسكري، حيث أشار إلى أنها انقسمت إلى ثلاثة بيانات تمهيدية، وسبعة بيانات إحصائية، والتي تضمنت أهداف تلك العملية، وأن هناك فترة طويلة من جمع المعلومات سبقت تكليف الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لرئيس الأركان "محمد فريد حجازي" بالقضاء على الإرهاب خلال ثلاثة أشهر، خلال كلمته في فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يوم 29 نوفمبر الماضي. وأضاف أن تلك البيانات أظهرت مدى قدرة القوات المسلحة المصرية على استهداف مناطق تمركز التنظيمات الإرهابية بدقة عالية، حيث تضمنت ستة من بيانات القوات المسلحة استخدام الطيران في استهداف التنظيمات الإرهابية، وبيان باستخدام المدفعية.
وتطرق إلى إنجازات قوات إنفاذ القانون في القضاء على آليات التنظيمات الإرهابية في سيناء التي تعتمد عليها في تنفيذ عملياتها الإرهابية، ومنها سيارات الدفاع الرباعي والأوكار التي تستخدمها العناصر الإرهابية في التخفي. وأشار إلى أن تلك العناصر كانت مستعدة لعملية سيناء 2018، حيث قامت بزرع ما يقرب من 353 عبوة ناسفة قابلة للتفجير في مسار القوات.
وتحدث عن أن الأمر الخطير في بيانات المتحدث العسكري هو عدد المطلوبين الجنائيين الذين تم القبض عليهم خلال العملية العسكرية والذين يصل عددهم إلى 826، مقابل القبض على 70 عنصرا إرهابيا، وهو الأمر الذي يكشف عن وجود مجموعات تقوم برصد المطلوبين جنائيا ثم نقلهم إلى مناطق الصراع، ليتم تجنيدهم ليكونوا عناصر متطرفة، وهو الأمر الذي يتطلب معرفة مسار تلك العناصر والتي لا تقل خطورتها عن العناصر الإرهابية التي خرجت من مناطق الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وعن الاستراتيجية التي يجب ان تتبناها الدولة المصرية بعد الانتهاء من العمليات العسكرية، تحدث عن أهمية التركيز على البعد التنموي حتى لا يعاد انتاج هذه التنظيمات الإرهابية مرة ثانية، انطلاقا من ان تلك التنظيمات تنشط في مناطق تغيب عنها التنمية، مع ضرورة التركيز على البعد الثقافي والتعليمي لأبناء سيناء، وعدم عمل الإعلام على شيطنة مواطني سيناء ووصفهم بالخونة والإرهابيين. وفي نهاية حديثه، رأى أن العمليات العسكرية في سيناء لن تمتد لفترة طويلة، لأن مكافحة الإرهاب تتطلب مواجهات خاطفة وسريعة ضد التنظيمات الإرهابية.
خريطة التنظيمات الإرهابية في سيناء:
تحدث العميد خالد عكاشة عن خريطة التنظيمات الإرهابية في سيناء، حيث قال إنه خلال الفترة من عامي 2011 و2012 كان هناك العديد من التنظيمات الإرهابية الموجودة على أراضي سيناء، لرغبة أطراف وقوى خارجية على توطينها في تلك المنطقة. ولكن بعد أسابيع من ثورة الثلاثين من يونيو، اتخذ نحو 12 تنظيما إرهابيا في سيناء قرارا داخليا بتوحيد تلك التنظيمات تحت مظلة تنظيم "أنصار بيت المقدس". وكان أغلب تلك التنظيمات يدين بالولاء إلى تنظيم القاعدة. ولكن بعد نجاح تنظيم "داعش" في السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي دولتي العراق وسوريا، وإعلانه دولة الخلافة الإسلامية، أعلن تنظيم بيت المقدس الولاء لتنظيم داعش وزعيمه أبى بكر البغدادي، لا سيما أن تنظيم داعش كان لديه رغبة في الاعتماد على الفروع الخارجية في نشر أفكاره وتنفيذ عملياته الإرهابية، لذا غير تنظيم بيت المقدس اسمه إلى ولاية سيناء.
لكن عكاشة يشير إلى عدد محدود من عناصر تنظيم بيت المقدس رفضت إعلان الولاء لتنظيم داعش، ولذا خرحت منه عناصر مهمة تمسكت بالولاء لتنظيم القاعدة، وخرجت تلك العناصر من سيناء إلى الأراضي الليبية حيث الفوضى وانعدام الاستقرار والامن، ولأن لتلك العناصر خبرات ودعما لوجيستيا داخل الأر اضي الليبية.
ويضيف أن تنظيم بيت المقدس كان يحاول استناخ نموذج تنظيم داعش بالسيطرة على الأرض، حيث حاول التنظيم في يوليو 2015 السيطرة على الشيخ زويد، لكن القوات المسلحة المصرية أفشلت ذلك المخطط، لتتراجع قدرات التنظيم في ضربة قاصمة من الجيش المصري.
وتحدث العميد عكاشة عن أن قوات إنفاذ القانون في عملية سيناء 2018 تواجه ثلاثة نماذج من التنظيمات الإرهابية، أولها تنظيم بيت المقدس الذي غير اسمه إلى ولاية سيناء، وثانيها التنظيمات الإخوانية، حيث إن جماعة الإخوان المسلمين بعد تيقنها من أن ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية الداعشية والقاعدية لن يمكنها من تنفيذ مشروعها على الأراضي المصرية، أخذت الجماعة تشكيل تنظيمات خاصة بها، ومنها تنظيم لواء الثورة، وحركة حسم التي تنشط في العاصمة والجيزة وبعض مدن الدلتا والصعيد، وأخيرا المجموعات القاعدية في ليبيا، وهي مجموعات صغيرة تستغل الحدود المعقدة بين مصر وليبيا إلى النفاذ إلى الأراضي المصرية. ويرى عكاشة أنها الأخطر، حيث تستفيد تلك العناصر من الفوضى الليبية في التدريب والحصول على السلاح ومن ثم الانتقال إلى الأراضي المصرية.
وحاول عكاشة خلال حديثه الإجابة عن تساؤل مفاده: كيف استعاد تنظيم بيت المقدس قدراته بعد تراجعها خلال عام 2015؟. وفي إطار الإجابة عن هذا التساؤل، أشار إلى قدرة التنظيم على تجديد نفسه بشريا وتسليحا بالحصول على أسلحة ذات قدرات تفجيرية عالية. ومع تيقن التنظيم من صعوبة سيطرته على أراض بسيناء، تبني استراتيجية زرع الخوف باستهداف المسيحيين واغتيال قياداتهم بسيناء، ثم تطورت استراتيجيته إلى استهداف مسجد الرضوة.
وأشار إلى التحديات التي تواجه الحرب المصرية ضد الإرهاب في سيناء، والتي تتمثل في عاملى الجغرافيا والسكان، بما يدعم الإرهاب، وكذلك الأطراف الدولية المعادية للدولة المصرية، والتي لا تكف عن انتاج أو إعادة انتاج المزيد من التنظيمات الإرهابية في سيناء التي أضحت فاعلة في المعادلة الإقليمية، وهذا ما كشفته عملية سيناء 2018 التي تضمنت مهام بحرية منذ اللحظة الأولي لها، ورصد أجهزة المعلومات أن إعادة الحيوية إلى التنظيمات الإرهابية بعد تراجع قوتها يأتي من البحر بعد تدمير الانفاق، والترتيبات الأمنية مع قطاع غزة. ولهذا تحدث عن أنه قبل نهاية العملية العسكرية في سيناء، لابد من البحث عن معادلة مختلفة مع سكان سيناء حتى تستمر النجاحات التي حققتها قوات انفاذ القانون في سيناء.
دور الإعلام في مواجهة الإرهاب:
وحول دور الإعلام في مواجهة الإرهاب، تحدثت الأستاذة أماني الخياط، الإعلامية المعروفة، في تقييمها للعملية العسكرية والحرب على الإرهاب، عن أن دور الإعلام مهم للغاية في تلك المرحلة الهامة التي تواجه مصر فيها الإرهاب وعازمة على القضاء عليه، مضيفة أن دولة 3 يوليو تتعامل مع إعلام يواجه بعض الأزمات التي ربما تعيقه عن أداء دوره في مساندة الدولة المصرية والحرب على الإرهاب بشكل فعال. من أهم هذه الأزمات استحواذ بعض الجهات بتمويل خارجي على بعض القنوات والفضائيات من أجل السيطرة على الإعلام المصري، وهذا ما جعل الإعلام يشهد حالة انفلات كبيرة قبل 30 يونيو 2013.
ومن ناحية أخرى، فإن الإعلام خلال المرحلة التي أعقبت 30 يونيو شهد في بعض جوانبه تدنيا في الخطاب، حيث أدى إلى تشظى الحالة الإعلامية وتحول الإعلام من إعلام العقل إلى إعلام الفرد، حيث أصبحت هناك بعض الفضائيات ترتبط بأشخاص، وهناك برامج تستمد قيمتها من بعض الإعلاميين، وليس من قيمة الموضوعات التي تطرحها ومدى دورها في مساندة الدولة المصرية. في حين أنه لا يوجد ما يسمى إعلام الفرد، أو إعلام المذيع في العالم ، وإنما هناك غرف الأخبار التي تصنع الموضوعات وتقدمها بموضوعية ومهنية شديدة تفيد المجتمع بشكل عام، وتخلق حالة من الوطنية.
وبالتالي نحن في حاجة إلى إعادة هيكلة الإعلام من جديد وإعادة منصب وزير الإعلام من أجل ضبط الخطاب الإعلامي والسيطرة عليه وقطع الطريق على بعض الجهات التي تتلقى تمويلا خارجيا من السيطرة على الإعلام المصري الذي أصبحنا في أمس الحاجة إلى مساندته القوية للدولة المصرية، لاسيما في ظل حربها ضد الإعلام.
الفن والثقافة في مواجهة الإرهاب:
وحول دور الفن والإعلام في مواجهة الإرهاب، أكدت الدكتورة شيماء الدمرداش، خبيرة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، أن الإعلام والثقافة يعدان بمنزلة القوة الناعمة التي يجب ألا تتسرب من بين أيدينا، وأن يتم استغلالها من أجل خلق جيل يؤمن بالدولة والوطنية، وينبذ العنف والتطرف والإرهاب. كما أشارت إلى أن الفكر الإرهابي بشكل عام ينبع من معين واحد، وهو يعتمد على مجموعة من المفاهيم التي حُرفت عن معناها الحقيقي، مثل الحاكمية والجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
أما ما يخص العناصر الإرهابية، فإن هذه العناصر بعد أن بايعت تنظيم داعش، أطلقت على نفسها اسم ولاية سيناء، وذلك حتى ترسخ مفهوم الخلافة الذي يخدم أهدافا خارجية ودولا إقليمية تسعى إلى فرض سيطرتها وإعادة أمجادها من خلال مفهوم الخلافة الإسلامية، لاسيما وأن تلك القوى تستخدم إمكانياتها الإعلامية من أجل الترسيخ لمثل هذه المفاهيم عبر تشويه النظم السياسية في المنطقة العربية ووصفها بالدكتاتورية، وهو ما يعد تبريرا غير مباشر للتنظيمات الإرهابية لممارسة العنف والإرهاب.
ولذا نحن في حاجة ملحة إلى مواجهة الفكر المتطرف، سواء الموجود في المجتمع أو الذي تنشره الوسائل الإعلامية التابعة للتنظيمات الإرهابية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، عبر بناء مشروع وقاية فكرية يحصن الشباب والمجتمع من تلك الأفكار الضالة، كما أننا في حاجة إلى مساندة إعلامية حقيقية للدولة المصرية بأجهزتها المختلفة في مواجهة الإرهاب في تلك المرحلة، والمتمثلة في العملية سيناء 2018، من خلال إلقاء الضوء على تلك العملية وتوضيح أهميتها ومدى الجهد والتضحيات التي تبذل لكي تنجح وتؤتى ثمارها، وتقضى على الإرهاب.
ومن الناحية المجتمعية، نحتاج في تلك الفترة إلى ضبط الخطاب الديني وتفعيل دور الأزهر الشريف من خلال مساعدته على استعادة دوره الريادي، كما أننا نحتاج وبشكل سريع وفعال إلى تنشيط ما يُسمى بالموروثات الدينية الخاطئة وذلك من خلال نشر ثقافة التسامح والاعتدال بين جموع الشعب المصري، خاصة بين فئة الشباب في الجامعات والمدارس ومؤسسات العمل، حتى نتمكن من مواجهة الإرهاب بشكل شامل، عسكريا واجتماعيا وفكريا، حتى تتمتع مصر بالأمن والاستقرار.
ضبط الرسالة الإعلامية:
وفى مداخلة للأستاذ جميل عفيفي، مدير تحرير الأهرام، حول الدور الإعلامي لمساندة الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، خاصة في ظل العملية العسكرية سيناء 2018.
أكد أنه يجب أن يكون هناك وزير للإعلام حتى نتمكن من ضبط الخطاب الإعلامي بشكل جيد، والقضاء على الفوضى التي أصبحت تشوب بعض جوانبه خلال الفترة الأخيرة، وأنه يجب أن تكون هناك استراتيجية إعلامية واضحة ومحددة للدولة المصرية خلال تلك المرحلة، خاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب ودور الدولة في ذلك الإطار.
دروس مستفادة:
وأشار الدكتور خالد حنفي إلى مجموعة من الدروس المستفادة من تجارب مكافحة الإرهاب في دول شمال وشرق إفريقيا، والتي يجب على الدولة المصرية الاستفادة منها مع نهاية العمليات العسكرية في سيناء، وحتى تستمر النجاحات المصرية، ولا تصبح سيناء موطنا للتنظيمات الإرهابية مرة ثانية.
وتتمثل تلك الدروس فيما يلي:
أولا: منع الاستحواذ الجغرافي للتنظيمات الإرهابية، وتقليص الجغرافيا التي تسيطر عليها، الأمر الذى يحول تلك التنظيمات إلى عصابات خطرة غير متماسكة تنفذ علميات وهجمات عشوائية ضد الدولة ومصالحها ومنشآتها.
ثانيا: تضمين الرسالة الإعلامية للدولة الغربية أن هناك احتراما لحقوق الانسان والمدنيين، والالتزام بالمعايير الدولية الحقوقية عن مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف استقرار وأمن الدولة.
ثالثا: بناء ظهير قبلي ومدني يدعم النجاحات التي تحققها القوات المسلحة، ويمنع الارتدادات العسكرية، وإعادة إحياء وظهور التنظيمات الإرهابية مرة ثانية.
التوصيات:
خلص المشاركون في الحلقة النقاشية إلى مجموعة من التوصيات لإنجاح الجهود المصرية في محاربة الإرهاب بعد انتهاء عملية سيناء 2018. ومن أهم تلك التوصيات ما يلي:
1.إعادة منصب وزير الإعلام، خاصة أنه لا يوجد نصًا دستوريًا يمنع ذلك.
2.ضرورة البحث سريعا عن سياسات غير تقليدية لما بعد العملية العسكرية لتدعيم النجاحات التي تحققت على الأرض، وإسراع مؤسسات الدولة في تنفيذها.
3.عدم التضخيم من حجم العملية العسكرية في الخطاب البحثي والإعلامي بمقارنتها بحرب أكتوبر على سبيل المثال، رغم كونها عملية عسكرية وأمنية شاملة في صالح الأمن القومي المصري، لأنه بعد فترة قصيرة من انتهاء العملية قد تنجح التنظيمات الإرهابية في تنفيذ هجوم إرهابي.
4.لمواجهة التهديد والهجمات الإرهابية العشوائية، لابد من صياغة استراتيجية أمنية منضبطة خلال فترة الانتخابات الرئاسية، والتعامل مع ما بعد العمل العسكري (سيناء 2018).
5.صياغة مشروع فكري في مواجهة الفكر المتطرف، تتبناه المؤسسات الإعلامية والدينية، يكون المثقفون والفنيون جزءا منه، باعتبارهم الأجدر على توضيح الرسالة للشباب. فلمواجهة الفكر المتطرف والإرهابي، لابد من الوقوف على كيفية تسلل هذا الفكر إلى عقول الشباب.
6.صياغة استراتيجية تنموية لسيناء، تتضمن مشروعات تنموية سريعة، وبدونها ستظل سيناء أرضا خصبة للتنظيمات الإرهابية.
7.تركيز الجهود الأمنية على منع دخول الإرهابيين الخارجين من مناطق نفوذ التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، والتدقيق الأمني لمنع دخولهم إلى الأراضي المصرية.
8.بناء استراتيجية تقوم على إعادة تأهيل أهل سيناء.
9.الاستثمار في بناء عناصر إعلامية بغرف الأخبار باعتبارها قاطرة أي تطوير إعلامي.
10.صياغة استراتيجية إعلامية للدولة المصرية لتوجيه الإعلام عند تناوله لقضايا الأمن القومي، وتتضمن تلك الاستراتيجية التوجه الإعلامي للدولة.