يلعب الفاعلون من غير الدول دورا مهما في تطورات المنطقة، وقد كشفت الثورات العربية عن عودة دور الفاعلين التقليديين، ممثلين في الشركات المتعدية الجنسية في مجال تكنولوجيا المعلومات، مثل فيسبوك وتويتر. كما حدث تحول في دور الفاعليين الجدد، مثل حماس وحزب الله والإخوان المسلمين، من حيث علاقتهم بالسلطة المحلية، ومن حيث سياستهم الخارجية. فحماس كانت تمثل تحديا لشرعية السلطة الفلسطينية وخرجت عليها، وعادت وقبلت الاندماج في السلطة مجددا، كما تحولت جماعة الإخوان المسلمين من جماعة محظورة إلى جماعة شرعية. كما أن سياسة حزب الله قبل الثورات كانت منصبة في اتجاه إسرائيل، باعتبارها العدو الأول، وعلى إيران وسوريا المتحالفتين معه. ولكن بعد الثورة، اتسع اهتمام الحزب الخارجي ليشمل تحرك الشعوب العربية. والمحصلة النهائية أن هناك تداخلا تشهده المنطقة بين عودة دور الفاعلين التقليديين، وحدوث تحول في دور الفاعلين الجدد.