يصدر صندوق السلام التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع مجلة Foreign Policy منذ عام 2005، تقريرا سنويا بعنوان "الدول الفاشلة"، يرتب فيه دول العالم تنازليا من الدول الأكثر فشلا إلي الدول الأقل فشلا.
ومنذ عام 2011، وحتي تقرير عام 2016، نجد أن أغلب دول الشرق الأوسط -والدول العربية منها علي وجه الخصوص- تقع في منطقة الدول الأكثر فشلا، أو المتجهة إلي الفشل.
تثير هذه الملاحظة عددا من التساؤلات حول مدي توافر العوامل الهيكلية لفشل الدول في المنطقة، ومدي دقة المعايير التي يعتمد عليها التقرير وصلاحيتها لجميع الدول، مع حقيقة تباين دلالات بعض المؤشرات، خاصة ذات الطبيعة القيمية والثقافية، وهو التباين الذي يعد جزءا من طبيعة الظواهر الاجتماعية عامة، والسياسية منها علي وجه الخصوص. بعبارة أخري، يثور تساؤل جوهري حول مدي انضباط مفهوم الدولة الفاشلة. وإذ تحاول هذه الورقة مقاربة هذه التساؤلات جميعا، فإنها لأغراض محاولة تقديم إجابات وافية ومترابطة تنقسم إلي المحاور الثلاثة الآتية: مفهوم الدولة الفاشلة وإشكالياته، ثم ما هي خصائص الدولة الفاشلة في الشرق الأوسط النابعة من الخبرة التاريخية والواقع الراهن، وأخيرا ما هي معضلات بناء الدولة و/أو إفشالها في المنطقة بهدف استشراف السيناريوهات المحتملة لاستمرار، أو لتجدد ظهور دول أخري فاشلة في الشرق الأوسط. (للمزيد طالع المجلة)