دخلت الأزمة السورية في الوقت الراهن حالة غير مسبوقة من المواجهات العسكرية بين النظام السوري، المدعوم من قبل روسيا وإيران، والمعارضة المسلحة التي تدعم تركيا بعض فصائلها، حيث باتت سوريا أقرب إلي نموذج "الدولة الساحة " التي أصبحت مسرحا لصراع القوي الإقليمية والدولية.
فإلي جانب الوجود الإيراني، عبر ميليشيات الحرس الثوري، والميليشيات اللبنانية والعراقية، التي تدين بالولاء لإيران، والوجود الروسي الذي دخل عامه الثاني، جاء التدخل التركي في سياق الصراع العسكري لدعم ومساندة قوات الجيش السوري الحر، لتصبح ساحة الصراع السوري مفتوحة علي جميع الاحتمالات التي تختلط فيها الأوراق الإقليمية بالدولية، ويجعل من عملية التنبؤ بمستقبل ذلك الصراع عملية غاية في الصعوبة، وليصبح "بلا حسم سياسي أو عسكري ".