كانت ثورات الربيع العربي نقطة فاصلة في واقع أحزاب اليسار في دول المغرب العربي. فقد شهدت تلك الأحزاب في المغرب، وتونس، والجزائر انقسامات وانشقاقات، وواجهت تحديات جمة أحاطت بها، كان من أهمها تنامي ظاهرة الاستقطاب في دول المغرب العربي بين أحزاب إسلامية وأحزاب مدنية.
وأدي ذلك إلي تراجع الأحزاب المدنية علي المستوي الجماهيري، والتمثيل البرلماني، وهو ما جعل بعضها يلجأ إلي تحالفات غير معهودة مع الإسلاميين في تلك الدول. ويثير ذلك موضوع أزمة أحزاب اليسار في المغرب العربي، وخريطتها الراهنة، والإشكاليات والتحديات التي تواجهها، وتمثيلها البرلماني، ومدي قدرتها علي التأثير في مخرجات البرلمان، وعلاقاتها مع الإسلاميين في دول المغرب الثلاث، سعيا للإجابة علي سؤال مهم الآن هو: لماذا تمثل علاقة أحزاب اليسار في المملكة المغربية مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي نموذجا مختلفا؟