كرست نتائج المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، "فتح"، نفوذ رئيسها محمود عباس، وغلبة قادة الحرس القديم علي حساب الحضور الضعيف للجيل الشاب، وإقصاء أنصار النائب والقيادي المفصول، محمد دحلان، عن القوام القيادي "الفتحاوي"، بعيدا عن مطلب الدول العربية "الرباعية" بلم الشمل الفلسطيني.
ورسمت معطيات المؤتمر، الذي انعقد غداة سبع سنوات من التئام نظيره "السادس" عام 2009، ملامح المرحلة المقبلة، علي صعد خلافة الرئيس "المجمدة"، ومصير المصالحة الفلسطينية "المؤجلة"، ومسار العملية السياسية "المتعثرة"، مثلما عمقت نذر الخلاف "الفتحاوي" الداخلي، الذي ستتجاوز تداعياته أطر الحركة، وستؤثر ارتداداته في الملفات الداخلية والخارجية.
لم تقدم مخرجات هذا المنبر الحركي الوازن في مفصل "فتح" جديدا، أو مفاجآت دراماتيكية صادمة، ولكنها عززت سياسة الأمر الواقع، في ظل غياب استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وتنامي الانحياز الأمريكي المفتوح له، وضعف الدعم العربي - الإسلامي للقضية الفلسطينية، وسط المشهد الإقليمي العربي المضطرب.