جددت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام 2015 حالة الجدل السياسي حول قضية مدي وكيفية الانخراط الأمريكي في القضايا والمناطق الإقليمية الأخري.  وليست تلك القضية بالجديدة علي الخطاب السياسي الأمريكي، فقد أثيرت من قبل بعد الحربين العالميتين الأولي والثانية، وبعد انتهاء الحرب الباردة، غير أنها في اللحظة الراهنة تدور في سياقات مختلفة، سواء كان عالميا أو في الداخل  الأمريكي ذاته. وكانت مناقشة هذه القضية من قبل تتم بعد انتصارات للسياسة الأمريكية تتناسب مع قوتها، لكن الجدال الحالي يجري في ظل بروز عدد من العوامل المختلفة، لعل أهمها:

 

1- تراجع نسبي في نفوذ الولايات المتحدة عالميا، يشير إليه صعود قوي منافسة، وتراجع قبولها في أقاليم عدة حول العالم.

 

2- ما أفضت إليه سياسة الرئيس باراك أوباما من ارتباك مشهد السياسة الخارجية الأمريكية، وتخبطها في بعض الأحيان.

 

3- استعداد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية القادمة، مما يفرض هذا الجدال علي المشهد السياسي في الداخل الأمريكي، ويعلي من أهمية تأثير الرأي العام فيه.