منذ أن تأسس الاتحاد الإفريقي، طرح كثير من التساؤلات حول جدوي إنشاء الاتحاد، والجديد الذي جاء به لمصلحة الشعوب الإفريقية، وهل يشكل الاتحاد قطيعة مع منظمة الوحدة الإفريقية، ومع فلسفتها، وتجاوزا لأعطابها، أم أنه سيكون نسخة جديدة منها مع فارق التسمية؟ وهل يماثل الاتحاد الإفريقي التنظيمات الإقليمية الأخري القائمة عبر العالم، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، الذي يعده الكثيرون النموذج الذي يسعي الاتحاد الإفريقي للسير علي هداه؟.
إن الإجابة علي التساؤلات سالفة الذكر تقتضي استعراض مسيرة الاتحاد الإفريقي للوقوف علي أبعاد التجربة الوحدية في إطاره، وما حققته من نجاح أو تعثر، سواء بالنسبة لاستكمال بناء الهيكل المؤسسي للاتحاد، أو لقدرته علي تحقيق الأهداف المتوخاة من إنشائه، وذلك قياسا علي المبادئ التي انطلق منها.