شهد عام 2016 عدة حالات تجسد بروز دور المرأة السياسي علي المستوي العالمي، سواء في نطاق الحكم والسياسة داخل الدول، أو علي مستوي المنظمات الدولية والمناصب القيادية عالميا. ورغم أن تولي المرأة مناصب سياسية قيادية ليس أمرا جديدا، فإن ثمة ظواهر جديدة، وحالات غير مسبوقة -في هذا الصدد- تستحق الرصد، والتحليل، وتحديد موقعها وأهميتها في السياق التاريخي لتولي سيدات مواقع قيادية، ومناصب مهمة في دول متعددة من العالم
ومن أبرز تلك الحالات وصول امرأة إلي المرحلة النهائية من السباق الرئاسي إلي البيت الأبيض في الانتخابات الأمريكية، المزمع إجراؤها في نوفمبر 2016، وذلك للمرة الأولي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أصبحت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي في تلك الانتخابات. مطلع هذا العام أيضا، قررت مصر ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو في الانتخابات المزمع إجراؤها في أكتوبر 2017 وقد تم تشكيل مجلس استشاري من الدول الصديقة لدعم هذا الترشيح. وعلي الرغم من التاريخ الحضاري، والمكانة الدولية لمصر، فإن هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها ترشيح امرأة مصرية لمنصب دولي. كذلك في 2016، تم عزل ديلما روسيف، رئيسة جمهورية البرازيل من منصبها. فقد كان تصويت مجلس الشيوخ البرازيلي في الحادي عشر من مايو 2016 علي عزل الرئيسة ديلما روسيف من منصبها، بسبب اتهامها بارتكاب مخالفات تتعلق بميزانية الدولة، تمهيدا لإحالتها للقضاء، واستبعادها من السلطة، خلال مهلة لا تتجاوز 180 يوما، وتولي نائبها ميشيل تامر السلطة بشكل مؤقت حتي ديسمبر 2018(1) -بمنزلة الزلزال الذي أطاح بها من فوق كرسي رئاسة أكبر دولة في أمريكا الجنوبية، والتي تتمتع بموارد اقتصادية وقدرات عسكرية كبيريتين، فضلا عن امتدادها الجغرافي الكبير، وعدد سكانها الذي يصل إلي نحو 200 مليون نسمة. وكانت روسيف قد تولت الرئاسة عام 2010 بدعم من سلفها الرئيس لولا دا سيلفا، حيث كانت تشغل منصب رئيسة وزراء في حكومته، وأعيد انتخابها عام 2014(2).